التعلم النشط هو نوع من أنواع التعلم التي تركز على أساليب التعلم اكثر من تركيزها على إنتاجات التعلم تحت فلسفة أن كل وسيلة ناجحة ومميزة هي تعلم ناجح بحد ذاته، كما وأن التعلم النشط يجعل من الطالب محور العملية التعليمية خلافاً لأساليب التعلم التقليدية التي تجعل من المعلم محور العملية التعليمية.
والتعلم النشط كما عرفه كل من شارون ومارثا هو عملية الأحتواء الديناميكي للمتعلم في الموقف التعليمي، والتي تتطلب فيه الحركة والأداء والمشاركة الفعالة تحت توجيه وإشراف المعلم.
ذلك المتعلم الذي يشارك فيه المتعلم مشاركة فعالة في عملية التعلم، من خلال قيامه بالقراءة والبحث والإطلاع ومشاركته في الأنشطة الصفية واللاصفية، ويكون فيه المعلم موجهاً ومرشداً لعملية التعلم.
وبالتالي فإن التعلم النشط يعني أن الطالب هو محور العملية التعليمية، وأيضاً المشاركة الفعالة للطالب من خلال إدراك المفاهيم و الأفكار المقدمة له خلال العملية التعليمية، وأن لتبادل الخبرات دور أساسي ومهم في عملية التعليم وتعميق أثر التعلم في الغرفة الصفية وخارجها، كما ويقتصر دور المعلم في التعلم النشط على التوجيه والإرشاد.
هناك فوائد كثيرة للتعلم النشط منها أنه يظهر قدرة الطالب على التعلم بدون سلطة مما يعزز ثقته بنفسه، كما يساعد الطالب في ان يتعلم أكثر من المحتوى المعرفي فهو يتعلم مهارات التفكير العليا، فضلاً عن تعلمه كيف يعمل مع أخرين يختلفون عنه، كما يتعلم طرق الحصول على المعرفة، كما ويحصل المتعلم على تعزيزات كافية حول فهمه للمعارف الجديدة.
سنتحدث في هذا المقال عن إحدى استراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجية ارسم أفكارك، حيث سنقدم شرحاً تفصيلياً عن هذه الإستراتيجية وعن أهميتها في سير العملية التعليمية وما هي استخداماتها، كما وسنتحدث عن خطوات إنشائها.
استراتيجية ارسم أفكارك:
وهي استراتيجية تعليمية ابتكرها كل من هارست وشورت وبورك في عام 1988م، وتأتي بعد قراءة المحتوى إذا ما كان هذا المحتوى قصة أو محتوى علمي من خلال التركيز على الأفكار الواردة في الدرس وكذلك يعمق التفكير لأجل الإستيعاب من خلال الرسم.
وهي استراتيجية يجب أن تعلم للطلاب قبل تطبيقها، وتستلزم تصوراً ذهنياً، كأن تصبح القصة فيلم في ذهن الطالب أو صورة متكاملة ومترابطة كذلك، وهي تستخدم في أي محتوى كما ذكرنا حتى في الرياضيات يمكن أن يطبقها الطالب بفعالية من خلال رسم محتوى السؤال والأشكال الهندسية، تنفذ الإستراتيجية إما فردياً أو على شكل مجاميع صغيرة.
خطوات تطبيق استراتيجية ارسم أفكارك:
- الخطوة الأولى: هي أن توضح للطلاب معنى التصور الذهني.
- الخطوة الثانية: اقرأ النص أو المحتوى ُثم اطلب من الطلاب أن يغمضوا أعينهم ويتخيلوا وكأنهم يشاهدون فيلماً.
- الخطوة الثالثة: بعد قراءتك للقصة أو النص او المحتوى العلمي او مسألة الرياضيات، وبين لهم أنك تخيلت المحتوى وسوف تقوم برسم ما يجول في ذهنك.
- الخطوة الرابعة: بعد ذلك ارسم بسرعة الصورة على السبورة بحيث يشاهدها جميع الطلاب حتى يتدربوا عليها.
- الخطوة الخامسة: وضح للطلاب أن الهدف من هذه القدرة الفنية ليس الرسم بل هو استيعاب المحتوى بشكل أكثر عمقاً وتوليد الأفكار بعد ذلك.
- الخطوة السادسة: اسأل الطلاب عن تفسيراتهم حول الصورة التي رسمت، ولماذا انت رسمتها؟ وما الهدف من هذا الرسم؟ وماذا تعني هذه الرسمة؟ ثم قدم لهم تفسيرك نحو الرسمة.
- الخطوة السابعة: بعد ان يقرؤوا لمحتوى اطلب منهم أن يرسموا.
- الخطوة الثامنة: قسم الطلاب إلى مجاميع صغيرة 4-5 طلاب لكل مجموعة.
- الخطوة التاسعة: بعد ذلك اطلب منهم أن يتشاركوا في النقاش بشرط أن من يصل إليه الدور لعرض رسمته ا يفسرها إلا في النهاية بعد ان يفسر كل طالب ما المقصود بهذه الرسمة وما تحتويه من رسومات توضح الأفكار ذات الصلة بالمحتوى.
- الخطوة العاشرة: من الممكن استخدام هذه الإستراتيجية أيضاً قبل القراءة بنفس الطريقة وذلك لاسترجاع المفاهيم القبلية والمعارف السابقة سواء من خلال التعليقات أو الكلمات أو العبارات كتهيئة للدرس وربطها بالدرس الجديد.
- الخطوة الحادية عشر: يجب أن يدرك المعلم ان المتعلمين يفضلون هذه الإستراتيجية كثيراً لربط المعارف والعلوم والمفاهيم والأفكار مع بعضها البعض بعكس المتعلمين السمعيين الذين يرون هذه الإستراتيجية الرائعة ما هي إلا مضيعة للوقت، وهذا يعود إلى أسلوب تعلمهم
- السمعي الذي يفضلونه عن غيره.
ميزات استراتيجية ارسم أفكارك:
- أن تطبيق هذه الإستراتيجية يتيح للطلاب الفرصة للتعبير عن كل ما يدور في ذهنهم من أفكار، وذلك لأنه عندما يقوم الطالب برسم ما يجول في فكره من أفكار ومفاهيم وبالتالي فإنه شيئاً فشيئاً سيصبح قادراً على ان يضع تصور لأي فكرة او معلومة يفكر بها.
- كما أن هذه الإستراتيجية تفيد الطلاب الآخرين الذين عليهم أن يتعرفوا على الرسمة التي رسمها أصدقائهم، مما يقوي عندهم القدرة على التفكير العميق في الرسمة وتحليل كل جزء منها بهدف الوصول إلى المقصود من الرسمة.
- كما ان هذه الإستراتيجية تخلق جواً من التفاعل والحوار بين الطلاب، وبالتالي تساعدهم على الخروج من الروتين اليومي الممل، كما تخلق جواً من التشويق والمرح من حيث رسم الرسومات والتعرف على معانيها.
عيوب استراتيجية ارسم أفكارك:
- كما لاحظنا فإن الإستراتيجية تعتمد على الفهم ثم الرسم في المقام الأول وبالتالي من الممكن أن يكون الطالب على مستوى عالي من الذكاء ولكنه يمكن ان يكون سيئ جداً في الرسم لدرجة ان ما يرسمه لا يقترب من الفكرة أبداً، وبالتالي يمكن أن يتم تقييم الطالب على الرسم مما يجعل تقييمه سيئ رغم انه من المتفوقين في الصف.
- كما انها تتطلب وقت كبير جداً للإعداد، حيث انه على المعلم أن يقوم بتدريب الطلاب على التركيز على الأجزاء الهامة في كل مفهوم حول الدرس وتجاهل الأجزاء الفرعية.
- نعود إلى العيب الأول، حيث انه عندما لا يستطيع الطالب الأول رسم ما يفكر به بشكل صحيح فإن هذا يؤدي أيضاً إلى عدم قدرة الطالب الثاني على تحليل الرسمة وفهم المطلوب وبالتالي تكون الإستراتيجية قد عادت بالضرر على كل من الطالبين.
ولذلك ومن اجل التغلب على سيئات الإستراتيجية يجب ان يقوم المعلم بتدريب جماعي على كيفية تطبيق الإستراتيجية، كأن يقوم برسم الرسومات ويقوم الطلاب بالتحليل و أن يقوم الطلاب بالتدرب على الرسم بالشكل الصحيح.
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع، تحدثنا في هذا المقال عن إحدى استراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجية المفاهيم الكرتونية، وقمنا بشرح هذه الإستراتيجية ووضحنا أهميتها واستخداماتها بالإضافة إلى كيفية أنشائها.
نتمنى أن ينال المقال إعجابكم
دمتم بخير