كان لوجود استراتيجيات التعلم النشط دور وأثر كبير على العملية التعليمية على الرغم من أنها في بداية النشأة لاقت العديد من إشارات الاستفهام حولها وحول ما إن كانت ستنجح أو لا، إلا أنها أثبتت جدارتها في تحقيق ما بدأت من أجله وهو تطوير العملية التعليمية ورفعها إلى مستوى نستطيع من خلاله الاطمئنان على مستقبل صغارنا وطلابنا، فـ من خلالها أصبحنا نجد اليوم المعلم قادر على أن يحول الحصة الدراسية من حصة مملة إلى حصة ممتعة وينتظرها الطلاب باختلاف مستوياتهم وقدراتهم العقلية، وأصبح فيها الطالب قادر على تحليل وتفسير المعلومات التي يتلقاها وكذلك البحث عنها ليعزز من مهاراته العقلية والإدراكية، وعلى مر الوقت طُوِرت العديد من الاستراتيجيات التي كان لكل واحدة منها مبدأ عام وهدف محدد تسعى إليه، فكانت بذلك استراتيجية الشركاء الموسميين وهي من الاستراتيجيات المفضلة عند الطلاب التي تهتم بالفصول والمواسم، ولعلّ أبرز ما كانت تسعى إليه هذه الاستراتيجية هو مساعدة الطلاب على التعبير عن أفكارهم ومشاركتهم بحرية وطلاقة ونتيجة لذلك فإنهم يصبحون أكثر قدرة على التعامل مع عمليات وتساعدهم على تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد. وكذلك تساعد الطلاب على تخيل المواسم بشكل أفضل للتعبير عنها والإجابة على الأسئلة وتحويل الخيال إلى كلمات مكتوبة بأوصاف غنية.
يقوم المبدأ العام لاستراتيجية الشركاء الموسميين على تقسيم ورقة بيضاء إلى اربعة أقسام وكل قسم يحمل اسم موسم (الربيع، الشتاء، الصيف، الخريف) بحيث يكتب كل طالب اسم شريك له عند كل موسم شرط أن لا يتكرر اسم الزميل مرتان، ويمكن لطلاب المرحلة الابتدائية إضافة ملصقات تعبر عن كل موسم كإضافة ورقة صفراء للدلالة على موسم الخريف، ووردة للتعبير عن الربيع وغيرها، أو كذلك يمكن تمييز كل موسم بلون محدد لإضافة المتعة لهم.
ويشترط لتطبيق الاستراتيجية أن يكون المعلم منتهي من شرح القصة أو الدرس للطلاب أي تطبيقها في نهاية الحصة الدراسية.
الهدف من استراتيجية الشركاء الموسميين:
- معرفة وإدراك كل طالب لمواسم السنة المختلفة (الربيع، الشتاء، الصيف، الخريف) وفهم التقلبات المتعلقة بهم وأثرها على حياتنا اليومية.
- مساعدة المعلم والطلاب على حل مشاكل الدرس.
- تعزيز قدرات الطالب على اتخاذ القرار والاختيار.
- تنمية مهارات التفكير الإبداعي للإجابة على الأسئلة.
- تنمية مهارات المشاركة والتواصل الفعال والإيجابي بين الطلاب.
- إضافة الحماس والمتعة للحصة.
خطوات استراتيجية الشركاء الموسميين:
- يوضح المعلم للطلاب بأنه سوف يكون لديهم شريك في كل موسم، والطلاب سوف يقابلون شريكهم عندما ينادي المعلم على اسم الموسم.
- يقوم المعلم بتعيين الطلاب الشركاء الموسميين ويطلب منهم تسجيل كل اسم شريك أسفل مخطط شركاء الموسم كما هو واضح في الشكل.
- بعد أن ينتهي المعلم من شرح موضوع أو تجربة عملية أو قراءة قصة، يسأل الطلاب ويطلب منهم أن يجدوا الشريك الموسمي لهم، ومن ثم يعرض على الطلاب فكرة، سؤال، مفهوم من الدرس.
- يمنح المعلم وقتاََ كافياً للطلاب للمناقشة ومقارنة أفكارهم ومعتقداتهم (يمكن اللجوء إلى استراتيجية فكر، زاوج، شارك).
أمثلة على استخدام استراتيجية الشركاء الموسميين:
مثال 1: بعد دراسة الأعاصير في موضوع الطقس، يعطي المعلم الطلاب فرصة للتفكير ما الذي ينبغي عليهم أن يعملوه إذا سمعوا صوت صفارات الإنذار للأعاصير في منطقتهم؟ وسوف يكون هذا السيناريو على الشكل التالي (الساعة الآن الثانية مساءً وأنت في عطلة، وفجأة سمعت صوت صفارة إنذار الأعاصير، ما الذي ينبغي عليك القيام به لحماية نفسك وعائلتك؟) وبعد طرح السؤال، فإنه يوضح لهم أن ينظروا إلى ما كتبوه في ورقة الشركاء الموسميين، ويبحثون عن شريك فصل الربيع. وشركاء فصل الربيع يتقابلون ويتحدثون حول السيناريو المتوقع لهم لمدة محدودة من الوقت (عادة دقيقة واحدة أو دقيقتين). بعد ذلك يشارك الشركاء أفكارهم مع بقية زملائهم في الصف الدراسي.
ملاحظات:
- على المعلم أن يسمح للطلاب أن يختاروا شركاءهم الموسميين بأنفسهم.
- يجب أن يمنح المعلم الطلاب حوالي خمس دقائق ليجدوا شخصاً واحداً لكل موسم، على أن لا يظهر اسم زميل لهم بالصف مرتين في ورقة الشريك الموسمي.
- سيكون لكل طالب أربعة زملاء مختلفين في الفصل.
مثال 2: بعد دراسة كسوف الشمس في موضوع الطقس والجو، يعطي المعلم الطلاب فرصة للتفكير ما الذي ينبغي عليهم أن يعملوه إذا سمعوا في نشرة الأخبار الجوية تحذيرات بشأن كسوف الشمس في منطقتهم؟ وسوف يكون هذا السيناريو على الشكل التالي (الساعة الآن الحادية عشر مساءً وأنت في عطلة، وفجأة بدأت نشرة الأخبار الجوية لتحذر المواطنين من كسوف الشمس خلال النهار، ما الذي ينبغي عليك القيام به لحماية نفسك وعائلتك؟ واعتبر نفسك المرشد للصغار كيف توجههم للالتزام والجلوس في المنزل؟) وبعد طرح السؤال، فإنه يوضح لهم أن ينظروا إلى ما كتبوه في ورقة الشركاء الموسميين، ويبحثون عن شريك فصل الخريف. وشركاء فصل الخريف يتقابلون ويتحدثون حول السيناريو المتوقع لهم لمدة محدودة من الوقت (عادة دقيقة واحدة أو دقيقتين). بعد ذلك يشارك الشركاء أفكارهم مع بقية زملائهم في الصف الدراسي.
لتنتهي بذلك استراتيجية الشركاء الموسميين التي كانت وما زالت من أفضل استراتيجيات التعلم النشط والتي ما زالت تحقق النجاح عند تطبيقها بالشكل الصحيح.