استراتيجية مرشد التوقع في القراءة (2) للتعلم النشط

إن التعلم النشط هو مصطلح أطلقه الباحثون على ما أرادوا به أن يكون إطار وروح للتعلم والإبداع في الصف داخل المدرسة ويوقظ في الطالب ما خفي عن العين من إبداع وإثارة للتفكير لارتياد مجالات وآفاق علمية واسعة وجديدة ويكون التعلم النشط على شكل أنشطة وأساليب تدريس حديثة تعتمد على مشاركة الطلاب واستثمار مهاراتهم وقدراتهم في تطوير العملية التعليمية وبالمقارنة بين التعلم النشط والتعلم التقليدي نجد أن التعلم النشط محفز ومثير ومنمي لخبرات الطلاب، وإيجابي ويشارك به الطلاب كلياََ و تكون أهدافه واضحة لهم للمساعدة في تحقيقها، ومن حيث التواصل فإن التواصل يكون فعال بين الطلاب والمعلم والطلاب مع بعضهم البعض ويمكن أن يكون كتابي أو شفوي، وفي النتيجة نحصل على طلاب بمستويات تفكير عليا قادرين على فهم وحل المشكلات، أما بالنسبة للتعلم التقليدي فكان معتمد على النعام بشكل أساسي كناقل للمعلومات، وكان سلبي من حيث التواصل ومن حيث المهارات حيث كان بعيداََ كل البعد عن تنميتها عند الطلاب، وأهدافه غير واضحة بالنسبة للطلاب، وفي النتيجة نحصل على عقول طلاب متجمدة جاهزة لاستقبال معلومات دون فهمها أو نقلها، إنما فقط لحفظها كأي ببغاء وترديدها، وكذلك طلاب تعد الدقائق والثواني لانتهاء الحصة أو الذهاب للمنزل واللعب، لذا كان من حسن الحظ إيجاد التعلم النشط وإيجاد استراتيجياته العديدة والوفيرة بالفوائد للطلاب، ولعل من أبرز هذه الاستراتيجيات وأكثرها نجاحاََ وإيجابية، استراتيجية مرشد التوقع في القراءة وهي استراتيجية تستخدم لتنشيط معارف الطلاب قبل القراءة وتبني فضول لدى الطلاب حول الموضوع الجديد، حيث يستمع أو يقرأ الطالب عدة جمل قبل قراءة محتوى موضوع الدرس وتدور هذه الجمل أو المفاهيم حول الدرس الجديد ومن ثم يوافق أو لا يوافق الطالب على صحة هذه البيانات المقدمة. 

تستخدم قبل القراءة بطريقة فردية أو مجاميع صغيرة أو لجميع طلاب الفصل سويةََ من خلال توزيع نماذج مخططات عليهم، وتكون المخططات عليها العبارات أو الصور لطلاب المرحلة الابتدائية وينبغي على الطالب الإجابة بموافق أو غير موافق حسب معلوماته وخبراته السابقة أو حسب توقعاته ومن ثم يبدأ التقييم للإجابات بعد قراءة المعلم للدرس. 

وتطبق استراتيجية مرشد التوقع في القراءة على جميع الطلاب وفي كل المراحل الدراسية (الروضة، الإبتدائية، الإعدادية،.. إلخ) 

الهدف من استراتيجية مرشد التوقع في القراءة (2):

• تمكن الطلاب من عمل تنبؤات، وتوقع النص، والتحقق من تنبؤاتهم. 
• تساعد الطلاب على ربط المعلومات الجديدة بالمعارف السابقة. 
• تشجع الطلاب على الفضول نحو الموضوع الجديد من الدرس. 
• ترسخ في عقل الطالب فكرة أن العنوان جزء أساسي من محتوى الدرس. 
• تساعد الطلاب على تنشيط مهاراتهم العقلية. 
• تنمي لدى الطالب حس المشاركة والتواصل. 
• تنمية مهارات الاستماع والقراءة. 
• تعزيز مهارات الكتابة والاختيار عند الطالب. 

خطوات استراتيجية مرشد التوقع في القراءة (2):

1. يقدم المعلم المنظم التخطيطي (انظر الشكل) ثم يوضح العناصر الموجودة للطلاب. 
2. يكتب الطالب (موافق/غير موافق) الموضحة في المنظم التخطيطي قبل القراءة. 
3. يقرأ الطلاب الدرس ثم يكتبون أرقام الصفحات الخاصة بالإجابات الصحيحة. 
4. عندما تكون التوقعات خاطئة يعيدون القراءة حتى يستنتجوا الإجابات الصحيحة ويكتبوا أرقاماََ للصفحات الدالة. 
5. هناك عدة نماذج للمخططات (انظر المثال).
6. قد يستخدمها المعلم في بداية الوحدة أو الفصل أو الدرس. 
7. على المعلم وضع بيانات صحيحة وأخرى خاطئة بعبارات سليمة لا ترشد الطالب من خلالها مباشرةً إلى صحة أو خطأ العبارة. 

أمثلة على استخدام استراتيجية مرشد التوقع في القراءة (2):

مثال 1: قام المعلم في أحد حصص مادة العلوم بشرح استراتيجية مرشد التوقع في القراءة للطلاب بعد أن قسمهم إلى مجاميع صغيرة، كل مجموعة من ثلاثة أشخاص ومن ثم قام بتوزيع نموذج لمخطط تنظيمي على كل مجموعة لتطبيق الاستراتيجية:

وطلب من كل طلاب المجموعات قراءة العبارات والإجابة عليها حسب خبراتهم ومعارفهم السابقة بالمناقشة فيما بينهم إما بكلمة موافق على العبارة أو غير مرافق على العبارة ومنح الطلاب مدة ثلاث دقائق للإجابة. 

انتهى الوقت المحدد وطلب المعلم من الطلاب قراءة الدرس ومن ثم إن كانت إجاباتهم صحيحة عليهم أن يجدوا رقم الصفحة ويكتبوه في المخطط. 

أما المجموعات الثلاثية التي كانت إجاباتها خاطئة فطلب منهم المعلم أن يقوموا بقراءة الدرس مرة أخرى والتعمق فيه ومن ثم الإجابة على العبارات بالشكل الصحيح مع وضع ارقام صفحات الإجابات الخاصة بكل عبارة. 

شكر المعلم الطلاب على مشاركتهم الفعالة وصدقهم في تقييم أنفسهم وانتهت الحصة تاركة أثر كبير وحيوي على الطلاب. 

تعد استراتيجية مرشد التوقع في القراءة من الاستراتيجيات المفضلة عند المعلمين لكونها تؤثر تأثير مباشر على عقول الطلاب و أدمغتهم وكونها تعمل على تنشيط خلايا الطلاب والتفكير فيما إذا كانت العبارات صحيحة أو غير صحيحة.