استراتيجية قل شيئاً للتعلم النشط

المادة استراتيجيات التعلم النشط
عدد الزيارات 1818
تاريخ الإضافة 2021-09-15, 02:27 صباحا

تقوم استراتيجيات التعلم النشط على العديد من المبادئ ومنها جعل الطلاب العنصر الأساسي في تحديد الأهداف للعملية التعليمية والسعي لتحقيقها من خلال عدة خطوات يشتركون بها مع المعلم بدافع تطور التعليم، وكذلك مساعدة الطلاب في اكتشاف المهارات الكامنة في أعماقهم والتي تحتاج إلى فرصة للظهور، وكانت الاستراتيجيات بمثابة هذه الفرصة التي ساهمت في ظهور المهارات الفكرية والإبداعية واستغلالها في تغيير تفكير الطلاب وفي تغيير استيعابهم للمعلومات ليصبح أفضل وأكثر وضوحاً وتأثيراََ، ومن بين هذه الاستراتيجيات، استراتيجية قل شيئاً وهي إحدى استراتيجيات القراءة النشطة التي تمنح الطلاب فرصاََ لبناء المعنى وتقييم فهمهم. وهي استراتيجية تساعد الطلاب على التركيز محتوى الدرس، خصوصاً عندما تكون هناك أجزاء من المحتوى معقدة أو بمفاهيم جديدة، وهي تكسب الطالب عدة مهارات مثل القراءة الفاعلة، التلخيص، التنبؤ، طرح الاسئلة، التفكير فوق المعرفي ومهارة الاستماع. 

يقوم مبدأ استراتيجية قل شيئاً على توكيل الطلاب بمهام قراءة نص محدد لهم وتبادل الأفكار والأسئلة مع بعضهم البعض بطريقة تحفيزية وبإشراف من المعلم . ويمكن تطبيقها على جميع المراحل الدراسية. 

الهدف من استراتيجية قل شيئاً:

  • مساعدة الطالب على القراءة بتركيز وفهم للنص الموضوع أمامه. 
  • تحسين مهارات الاستماع عند الطالب. 
  • تنمية مهارات طرح الأسئلة وتشكيل الملاحظات. 
  • تجعل الطلاب أكثر قدرك للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم. 
  • ربط المعلومات الواردة في النص بأخرى من الحياة اليومية. 

خطوات استراتيجية قل شيئاً:

  • يقوم المعلم باختيار نص القراءة. 
  • ومن ثم يقسم الطلاب إلى مجاميع ثنائية على شكل أقران ويقدم لكل طالب نسخة ورقية من نص القراءة. 
  • بعد ذلك يطلب منهم المعلم تحديد القارئ الأول والقارئ الثاني. 
  • ثم يطلب منهم تقسيم النص إلى فقرات قصيرة أو هو يقوم بذلك. 
  • القارئ الأول يقرأ الجزء الأول من النص بصوت مرتفع والقارئ الثاني يستمع إليه وينصت بتأمل. 
  • بعد نهاية القارئ الأول من قراءة الجزء المحدد له فإن القارئ الثاني يشارك زميله بمثل هذه المشاركات: 
  1. يؤيد أو لا يؤيد على الأفكار في ذلك النص مع ذكر الأسباب. 
  2. يقوم بطرح أسئلة على بعض الأفكار المعقدة أو المحيرة. 
  3. يتوقع ما الذي سوف يتناوله النص التالي. 
  4. يلخص أبرز الأفكار المهمة من النص بلغته الخاصة.
  5. يعلق على ارتباط النص بحياته الخاصة أو معلوماته ومعارفه وخبراته السابقة. 
  • القارئ الأول يتفاعل مع تعليقات ورؤى القارئ الثاني. 
  • يتعاقبان الأدوار بحيث يقرأ القارئ الثاني النص التالي بصوت مرتفع والقارئ الأول يستمع. 
  • تكرر الخطوات السابقة حتى ينتهي نص القراءة.

تعديلات ومقترحات:

  • قم بتمثيل الطريقة لهم مسبقاً من خلال تطبيقها أولاً على بعض الطلاب المتطوعين حتى يدرك ويفهم بقية الطلاب الطريقة. 
  • عندما يبدأ جميع الطلاب بتطبيق الطريقة وبعد قراءتهم للنص كاملاً، قم بتحديد المفاهيم الأكثر أهمية في النص وامنحهم حرية المناقشة وإعطائهم الفرصة ليشاركوا بعض الأفكار والتوقعات التي تتكون لديهم خلال عمليات القراءة. 
  • قد يتعثر بعض الطلاب في عدم قدرته على التعبير عن أفكاره لزميله، اقترح أو اكتب بعض الأفكار والعبارات المساعدة لهم في بداية التعبير على السبورة مثلاََ:
  1. هذه الجملة أو الفقرة تذكرني بـ… 
  2. عندما قرأت هذه الجملة أو الفقرة شعرت بـ… 
  3. لم أستطع فهم المعنى عندما قال المؤلف…. لأن……. 

أمثلة على استخدام استراتيجية قل شيئاً:

مثال 1: قام المعلم في حصة اللغة العربية باختيار نص (سر بكاء أمي) وتوزيعه على طلابه بعد أن قام بتقسيم الطلاب إلى مجاميع ثنائية

ومن ثم طلب من كل مجموعة أن تحدد القارئ الأول والقارئ الثاني لتطبيق استراتيجية قل شيئاََ وقام بشرح الاستراتيجية للطلاب. 

بدأ القارئ الأول بقراءة الجزء المحدد له: لم أكن أتخيل أن أمي تلك المرأة القوية يمكنها أن تبكي! كثيراََ ما شعرت بأنها قاسية، حتى ولو كانت تدعي ذلك لكي تدفعني للاجتهاد في دروسي، إلا أن ذلك كان يضايقني كثيراََ، ربما لأنني أبالغ في اللعب مع عرائسي وألعابي مما يجعل غضبها يزداد، وتمنع عني أشياء كثيرة أحبها. 

لم أشك يوماََ في حبها لي، فقد كانت رغم شدتها معي ترعاني رعاية لا حدود لها. أحياناََ كنت أخرج من غرفتي التي أعبرها حبسي الدائم الذي فرض علي فيه عقاب المذاكرة، فأجدها ساهرة تنظف البيت وتغسل الأواني، فأسرع لمساعدتها، فتنهرني وتقول لي:(عودي إلى دروسك، الآن تريدين مساعدتي لتتهربي من المذاكرة وفي الصيف تفضلين اللعب على كل شيء)، فأنسحب بهدوء و دمعتي تسبقني وأنا أقول (كم بقي لي من ساعات العقاب ويحين موعد نومي؟). 

انتهى القارئ الأول من قراءة جزئه والقارئ الثاني يستمع إليه بتمعن وتركيز. 

يبدأ القارئ الثاني بمشاركة أفكاره وملاحظاته على النص:

عندما قرأت جملة لم أكن أتخيل أن أمي تلك المرأة القوية يمكنها أن تبكي! كثيراََ ما شعرت بأنها قاسية ، حتى ولو كانت تدعي ذلك لكي تدفعني للاجتهاد في دروسي، تذكرت أمي لأنها أيضاََ تكون قاسية معي عند تعلق الموضوع بدروسي ومدرستي. 

شعرت بالحزن والاشتياق لامي عندما قرأت جملة لم أشك يوماََ في حبها لي، لأنها الوحيدة التي تقدم لي الحب دون مقابل. 

ومن ثم يبدأ القارئ الثاني بقراءة النص المحدد له وتستمر العملية حتى تنتهي المجاميع كلها. 

حقاََ استراتيجية قل شيئاً من الاستراتيجيات التي يجب تطبيقها خلال الحصص الدراسية لفوائدها الغنية على مهارات الطالب وتطويرها. 

شارك الملف