استراتيجية المحادثة المكتوبة للتعلم النشط

استراتيجية المحادثة المكتوبة وهي من استراتيجيات التعلم النشط، والتي صممها كل من (بينتز وشيلتون)، حيث يجري كل طالبين محادثة صامتة على ورقة، وعندما تقل المحادثة تدريجياََ، فإن الطلاب يستمعون لأفكار بعضهم البعض بشكل مركز أكثر من المحادثة الكلامية. 

الهدف من استراتيجية المحادثة المكتوبة:

• تدريب الطلاب على كتابة أفكارهم بشكل واضح. 
• تعزيز قدرة الطلاب على الفهم و الاستماع لأفكار أصدقائهم. 
• استماع الطلاب للنص المطروح بشكل افضل واكثر تركيز. 

خطوات استراتيجية المحادثة المكتوبة:

1. اختر نصاََ إذا كان هذا النص مخصصاً أن يقرءوه الطلاب أنفسهم أو نص مخصص أن يقرأه المعلم بصوت مسموع، ثم علم على الأماكن التي تتوقف عندها القراءة من أجل المحادثة المكتوبة. 
2. قسم الطلاب إلى مجاميع ثنائية وعلى شكل أقرأن، ثم وزع على كل مجموعة المخطط التنظيمي الموضح في الشكل والخاص بالمحادثة الكتابية وكذلك نص محدد. 
3. اقرأ بصوت مسموع الفقرة الأولى والمحددة مسبقاََ بأن تتوقف عندها ثم وجه الطلاب أن يكتبوا حديثهم. وينبغي أن يحصل كل طالب على فرصتين أن يكتب حديثه ويستجيب، وأن لا يكون هناك أي كلام. 
4. أعد القراءة جهراََ مرة أخرى، أو اطلب من الطلاب أن يتشاركوا في القراءة بإحدى الطريقتين، بصمت بين بعضهما البعض أو بشكل مفرد وبصوت غير مسموع، واطلب منهم أن يقفوا عند مكان الوقوف في النص ليجروا المحادثة الكتابية مرة اخرى. 
5. استمر حتى ينتهي كامل النص وتكتب المحادثة كما في الخطوات السابقة. 
6. دع جميع طلاب الفصل يناقشون الفرق بين المحادثة الكتابية والمحادثة الكلامية.
7. بعد ذلك طبق الاستراتيجية على نصوص أصعب بالطريقة ذاتها. 
8. الشكل العام للمنظم التخطيطي لاستراتيجية المحادثة المكتوبة:

أمثلة على استخدام استراتيجية المحادثة المكتوبة:

مثال: في أحد الحصص الدراسية، قام المعلم باختيار نص مخصص للقراءة، ليقوم بقراءته على طلابه، وقام بتحديد المواضع التي سيتوقف عندها، ليجعل الطلاب تطبق استراتيجية المحادثة المكتوبة التي شرحها لهم. 

ثم بدأ بتقسيم الطلاب إلى مجموعات ثنائية على شكل أقران، ووزع عليهم المخطط التنظيمي الخاص بالمحادثة المكتوبة دوناََ عن غيرها وكذلك قسم محدد من النص. 

بعد ذلك بدأ بقراءة فقرات النص: 

أسكن مع عائلتي في بيت قديم، ورثه والدي عن جدي، وهو يقع في وسط القرية، بجانب الطريق الرئيسية الضيقة، عزمت البلدية يوماََ، على شق الطريق وتوسيعها. فقرر الرأي على أن تهدم بيتنا، و أخبرتنا بذلك،وطلبت البلدية منا أن نترك هذا البيت، ودفعت لنا تعويضاََ مناسباََ. 

توقف المعلم عن القراءة، وطلب من طلاب المجموعة الأولى البدء بالمحادثة الكتابية فيما بينهم، بعد انتهائهم طلب المعلم منهم إعادة قراءة النص بصمت فيما بينهما وبدون إصدار أي صوت، ثم اعادة كتابة المحادثة، فكانت كالتالي:

تابع المعلم بالقراءة:

في يومٍ، قدم العمال، وكنا قد أفرغنا البيت من الأثاث وبدأوا يهدمونه، بدءاً بالسطح، ثم الحيطان والأبواب والنوافذ… وكانت جرافة تنتظر لتزيل آخر معالم هذا البيت، وقفت أراقبهم، وقلبي يخفق خفقات الحزن. ها هي الغرفة التي كنت أنام فيها تنهار حجراََ بعد حجر، وهناك الغرفة التي ولدت فيها، قد أصبحت كومة من تراب. 

توقف المعلم عن القراءة، وطلب من طلاب المجموعة الثانية البدء بالمحادثة الكتابية فيما بينهم، وباتباع نفس الخطوات السابقة مع المجموعة الأولى، فكانت كالتالي:

وتابع المعلم بالقراءة:

وغرفة الاستقبال قد صارت من دون سقف، وقد خلعت الأبواب، وانهارت الجدران كأنها دموع تسيل على وجنتي عجوز، واقتلعت الأشجار والأزهار من حضن أمها الحديقة الحنون. 

وما هي إلا ساعات معدودة، حتى أصبح البيت ركاماََ من الحجارة والتراب… أتت الجرافة، وراحت تجرف التراب، وتضعه في شاحنة، لتنقله إلى مكان بعيد. وجمعت الحجارة جانباً، لتحمل إلى مكان آخر.

توقف المعلم عن القراءة، وطلب من طلاب المجموعة الثالثة البدء بالمحادثة الكتابية فيما بينهم، وباتباع نفس الخطوات مع المجموعات السابقة

تركت المكان، وفي قلبي حسرة، وفي عيني دمعة، على البيت الذي ولدت فيه، ونشأت تحت سقفه، ولعبت مع أخوتي في أرجائه. 

ذهبت إلى والدي باكياََ، فضمني إلى صدره، وسألني عما بي. ولما عرف أني حزين، وعدني أن يبني لنا بيتاََ حديثاََ، في بقعة جميلة من بلدتنا، فأرضاني بوعده، وها أنا أعد الأيام بانتظار تشييد البيت الجديد؟

استمرت المجموعة الرابعة بنفس الخطوات السابقة. حتى استطاع الجميع تطبيق المحادثة المكتوبة فيما بينهم وتوضيح الفرق بين المحادثة المكتوبة والمحادثة الشفوية لديهم. 

وبذلك تكون استراتيجية المحادثة المكتوبة….