استراتيجية المخيلة الموجهة وهي من استراتيجيات التعلم النشط التي ترتكز على تعليم الطلاب إيصال الخيال النشط والإبداع والتأمل، وهي مناسبة لجميع المراحل التعليمية ولأي محتوى من محتويات المادة الدراسية وكذلك لكل الأنشطة مثل لعب الأدوار والتمثيل وكتابة القصص والروايات والخيال العلمي.
وتراعي استراتيجية المخيلة الموجهة اهتمامات الطلاب البصريين وتجعلهم أكثر فاعلية أثناء القراءة.
الهدف من استراتيجية المخيلة الموجهة:
- يتم تحفيز الطلاب لتوليد صورة ذهنية خاصة بهم عن موضوع الدرس.
- يكون الطلاب صوراََ ذهنية مباشرةََ حول الأفكار والمفاهيم تساعدهم على تذكر المعلومات.
- يصبح الطالب أكثر تهيئة قبل تقديم الدرس من قبل المعلم من خلال تحفيزه.
خطوات استراتيجية المخيلة الموجهة:
تتم هذه الاستراتيجية وفق الخطوات التالية:
- بدايةََ يجب أن تتم عملية تهيئة للطلاب، أخبرهم بأنك ستقترح لهم بعض المواضيع حتى يتخيلونها في أذهانهم، واجعل كل طالب يعمل مع زميل له، واقترح لهم صورة معينة مثل: عاصفة، بناء، حيوان، طعام، قريب، رياضة معينة، امنح الطلاب بعضاََ من الوقت حتى تتشكل الصورة في أذهانهم بحيث يتخيل كل طالب هذه الصور في ذهنه قبل أن يتشارك مع زميله.
- اطلب من الطلاب معاينة قطعة القراءة المختارة، وأكد عليهم أن يولوا اهتماماََ كبيراََ بالصور والأشكال والرسومات في القطعة، وأخبرهم أن ذلك يعد مهماََ في العلوم الطبيعية ونصوص الدراسات الاجتماعية حيث تكون غنية بالعناصر البصرية والتي تعزز تكوين المعلومات، وعندما يلاحظ الطلاب هذه العناصر المرئية أي الصور والأشكال والرسومات في النصوص فإنهم يبدؤون بالتعرف على ماهية المادة التي لها صلة بذلك، قد ترغب أيضاََ في أن تستخدم عدداً من الصور لتنشط مخيلتهم، وكمثال على ذلك: قبل أن يبدأ الطلاب في موضوع اذهب بهم بتمرين عن رحلة تخيلية إرشادية (موجهة) قصيرة عن الفطريات بعد ذلك يشاهدون الصور التي في الكتاب أو المصادر الأخرى ليقارنوا بين كيف كانت مخيلتهم بعد التمرين وبين الصور التي شاهدوها ومدى تشابه الصور مع المخيلة. وإليك التمرين (تخيل الهواء يتحرك بداخل الغرفة، وأن تيارات الهواء تحمل الملايين من أجسام دائرية مجهرية تشبه حبات الخرز، وهي صغيرة جداََ، يجب عليك أن تقرب لها أكثر وأكثر حتى تستطيع رؤيتها وهي تشبه البذور الصغيرة للغاية، وهذه الجراثيم تبحث عن فرص لكي تنمو، وعن طعام مناسب لها، ورطوبة كافية حتى تعيش، شاهد مرة أخرى، هذه الملايين الصغيرة وتيار الهواء يقذف بها في كل مكان، بعضها التصق بقطعة خبز كانت موضوعة في سلة مفتوحة فوق منضدة، وكان الخبز لا يزال محتفظاََ برطوبته، اقتربت من الخبز وبعضها بدأ ينمو في أحد شرائحه، لاحظ هذه الجراثيم الصغيرة بدأت تنمو وتنمو وتشكل سلاسلاََ مؤلفة من خلايا عديدة، بدأت تزداد في الكثافة على قطعة الخبز، وبدأ بعضها يكون ما يشبه السنانير مثبتاََ نفسه في الخبز، بدأ يتشكل ما يشبه الزغب الناعم في الخبز، ما لونه؟).
- أخبر الطلاب أن يغمضوا أعينهم، ويتنفسوا بعمق لبعض الوقت، ويسترخوا. بعد ذلك قدم التمرين من خلال عرض خلفية عن بعض المعلومات للموضوع الذي سوف يتخيلونه، وشجعهم على أن يستخدموا جميع حواسهم عندما يتخيلون، مثل الصوت، المشاعر والعواطف، الأحاسيس الجسدية مثل حركة اليد، الرجل، المشي.. الخ، واقترح صورة للطلاب في كل جملة وتوقف بضعة ثواني بعد كل جملة لتمنحهم وقتاََ ليفكروا ويتخيلوا بما تقوله لهم، ولإعداد الطلاب لتمرين عن المخيلة الموجهة (الإرشادية) عن البناء الضوئي تقول لهم مثلاََ: فكر بأشياء قد تجدها في المصنع مثل الآلات، العمال، المواد الخام، مصادر الطاقة. تخيل أنك صغيراََ جداََ بحيث تستطيع أن تمر من خلال ثغور الورقة، وواصل معهم وقدم لهم مقترحات حول عملية البناء الضوئي حتى يتخيلوا الصورة جيداََ.
- اسأل الطلاب بعد ذلك عن تأملأتهم بعد تنفيذك للتمرين، ماذا كتبوا بعد التخيل؟ هل لديهم اي اسئلة عند محاولتهم للتخيل وتكوين صورة ذهنية؟ وتعتبر مثل هذه الأسئلة محفزة لهم في كتابة وتلخيص الأفكار والمعلومات التي نشأت بعد تخيلهم.
- قدم لهم تمرين بعد ممارسة الطلاب لعمليات التخيل، من خلال قطعة قراءة تحتوي على صور أو أشكال مساعدة لهم واجعلهم يتخيلون بأنفسهم من خلال مجاميع صغيرة أو مجاميع ثنائية،بحيث يتعاقبون الأدوار في التخيل بعد قرائتهم لكل جملة في القطعة.
أمثلة على استخدام استراتيجية المخيلة الموجهة:
مثال: قام المعلم بطلب من الطلاب بالاسترخاء وإغماض أعينهم لتخيل الدورة الدموية في جسم الإنسان.
بدأ المعلم: لنخطي خطوتنا الأولى في الرئتين، حيث يأتي الدم الأحمر الداكن والمائل إلى الزرقة من القلب، ما سبب هذا اللون المميز؟ هل يذكركم بشيء؟ دعوني أخبركم، هذا اللون سببه ثاني أوكسيد الكربون القادم من الدم.
الآن سوف تتحرر جزيئات ثاني أوكسيد الكربون، وتتحد مع الأوكسجين الناتج عن التنفس، ها هو لون الدم يتغير، هل رأيتم كيف تحول لونه إلى اللون الزاهي؟ كألوان الورود في فصل الربيع والتي تضفي البهجة في القلوب، وها هو هذا الدم الآن يضفي الفائدة للجسم لأنه يحمل الأوكسجين والعناصر المفيدة للجسم.
واستمر المعلم في التحدث وشرح الدورة الدموية وكأنها قصة أو فيلم ليتخيلها الطلاب وبعد انتهائه طلب من الطلاب فتح أعينهم. وطرح الأسئلة إن كانت توجد.
وكذلك طرح عليهم بعض الأسئلة من القصة التي سردها ليقيم استيعاب الطلاب لما تخيلوه.
وبمثل طريقة السرد هذه من المعلم ينجح الطلاب في تطبيق استراتيجية المخيلة الموجهة، ويعززوا بذلك من قدراتهم التخيلية ويرفعوا من استيعابهم للدروس وتبقى معهم للأمد البعيد.