ابتكرت استراتيجيات التعلم النشط بعد سلبيات طريقة المحاضرة التقليدية والتي عادة ما تستخدم للأعداد الكبيرة في الكليات، وكثيراََ ما يسأل المعلم سؤالاً مفتوحاً موجهاََ لجميع الطلاب في الفصل خصوصاََ في الطرق التقليدية (المحاضرة) ويجد أن عدداً قليلاََ جداََ من الطلاب يشارك واحياناََ لا تجد طالباً أو متطوعاََ يريد أن يشارك.
وأظهرت بعض الدراسات أن حوالي 4-5 طلاب يشاركون بنسبة 75% من الحديث في فصول عدد طلابها لا يزيد عن أربعين طالب بينما البقية لا يتكلمون ولا يرغبون بالمشاركة. وفي الفصول الأكثر عدداً تنخفض النسبة إلى أكثر من ذلك بكثير.
هناك طريقة تسمى (فكر لوحدك، فكر مع زميلك، شارك الجميع) Think-pair-Share وضعها فرانك ليمان، وقد تسمى (فكر، زاوج، شارك) أو (فكر، قارن، شارك).
وميزة استراتيجية فكر زاوج شارك أنك تستطيع تطبيقها بأي عدد من الطلاب، كما أنها تتميز بسهولتها، حيث توجه سؤالاً إلى الطلاب جميعهم ثم تخبرهم بأن يفكروا من (10 ثواني- 5 دقائق) عن الإجابة بصمت وبشكل فردي والزمن يعتمد على تقديرات المعلم ودرجة تعقيد السؤال، بعد ذلك تطلب منهم أن يكونوا أقراناََ بحيث كل طالبين يتشاركان ويتناقشان معاََ في الإجابة عن السؤال، ثم وبشكل عشوائي تطلب من بعض الطلاب الإجابة عن السؤال.
والسؤال العشوائي مهم لضمان معرفة أن الطالب قد فكر فردياََ ومع زميله، بعد ان تكون راضياََ عن أن الطلاب قد استوعبوا المفهوم، تنتقل إلى أسلوب المحاضرة مرة أخرى، بمعنى أن الأسلوب هنا هو في البداية أسلوب محاضرة تقليدي إلا أنه مطور يتخلله هذا النشاط وعندما يريد المعلم أن ينفذ هذه الطريقة من المستحسن أن يعرض عليهم الخطوات الثلاث حتى يتدربوا عليها تلقائياََ.
ومن أبرز استخدامات استراتيجية فكر زاوج شارك: عند مراجعة الملاحظات المدونة، استعراض المفردات، حل التمارين، تفحص القراءة، استعراض المفاهيم، مراجعة المحاضرة، المخطط التفصيلي، أسئلة للمناقشة، مراجعة قراءة القرين، أنشطة أوافق/ لا أوافق، العصف الذهني، المحاكاة، تلخيص وتطوير الرأي.
الهدف من استراتيجية فكر زاوج شارك:
- تحقيق المناقشة الفعالة والإيجابية بين الطلاب.
- إجراء حالة من العصف الذهني عند الطلاب للإجابة عن الأسئلة التي تتطلب ربط بالمعارف السابقة.
- تقدير وتحديد الإجابات ليتزامن وجودها مع الوقت الذي حدده المعلم.
- تعزيز مهارات القراءة والاستماع عند الطلاب.
- تقييم المعلم لمدى فهم الطلاب واستيعابهم.
- خلق وتوليد جو من الحماس والمنافسة بين الطلاب.
خطوات استراتيجية فكر زاوج شارك:
- وجه سؤالاََ للجميع بحيث يفكر كل طالب منفرداََ ولمدة 5-10 ثواني قد يزيد او يقل الوقت حسب تقديرات المعلم فقد يحتاج التفكير دقائق.
- بعد عملية التفكير الفردي لكل طالب، يتشارك كل طالبين معاََ ويتبادلان مشاركتهما في الخطوة الأولى ويتفقان على إجابة مشتركة.
- اختر عشوائياََ عدداََ من الطلاب لتلخيص مناقشتهم أو تقديم حلولهم.
نقاط مهمة: في مرحلة التفكير الأولية يجب أن يسأل الطالب نفسه هذه الأسئلة ومن الممكن أن يساعده المعلم في ذلك إذا اقتضى الأمر كبداية حتى يتدرب على طريقة التفكير، مثلاََ: (ما هي المعلومات التي أحتاجها لحل هذه المسألة؟.. ما هي المعلومات التي أعرفها عن هذه المسألة وتعلمتها سابقاََ؟.. ما هي الخطوات والأدوات التي أحتاجها لحل هذه المسألة؟.. ما هي الأسئلة التي أحتاجها حتى أسأل زميلي في الخطوة القادمة؟).
أمثلة على استخدام استراتيجية فكر زاوج شارك:
مثال 1: بدأ المعلم في أحد الحصص بشرح استراتيجية فكر زاوج شارك للطلاب مع ذكر خطواتها وأهميتها، ثم طرح السؤال التالي على الطلاب ليفكر به كل طالب بمفرده:
يبلغ خالد من العمر 12 عاماََ، علي أصغر من خالد لكنه أكبر من جلال وأكبر من وليد، علماً أن جلال عمره تسع سنوات أما وليد فإن عمره 10 سنوات، ما هو عمر علي؟
ومنح الطلاب مدة ثلاث دقائق للتفكير بشكل فردي.
وبعد انتهاء عملية التفكير الفردي، قام المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجاميع ثنائية على شكل أقران، ليتناقش كل طالبين في الإجابات التي توصلوا إليها ويتفقان على إجابة واحدة في حال كانت الإجابتين مختلفتين عن بعضهما.
الآن يبدأ المعلم باختيار طلاب بشكل عشوائي للإجابة عن السؤال ويتم اختيار (فايز، محمد، يزن، مضر).
وكانت إجاباتهم متوافقة بأن عمر علي 11 عاماََ.
مثال 2: بدأ المعلم في أحد الحصص بشرح استراتيجية فكر زاوج شارك للطلاب، ثم طرح السؤال التالي على الطلاب ليفكر به كل طالب بمفرده:
أعطِ تفسير علمي لكون المصاب بدودة الاسكارس يشعر بالجوع دائماً؟
ومنح الطلاب مدة دقيقتان للتفكير بشكل فردي.
وبعد انتهاء عملية التفكير الفردي، قام المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجاميع ثنائية على شكل أقران، ليتناقش كل طالبين في الإجابات التي توصلوا إليها ويتفقان على إجابة واحدة في حال كانت الإجابتين مختلفتين عن بعضهما.
الآن يبدأ المعلم باختيار طلاب بشكل عشوائي للإجابة عن السؤال ويتم اختيار خمسة طلاب عشوائياََ للإجابة.
وكانت إجاباتهم جميعاََ متوافقة ومتقاربة على نفس الفكرة وهي بسبب قيام دودة الاسكارس بالتهام الطعام ومنع جسم المصاب من الاستفادة منه.
وينتهي تطبيق استراتيجية فكر زاوج شارك بجعل الطلاب مفكرين مبدعين وقادرين على الإجابة والمناقشة بأي سؤال يُطرح عليهم.