استراتيجية الحالات المصغرة
التعلم النشط هو أسلوب من أساليب التعليم الحديثة، والذي يعتمد على مجموعة من الأسس منها:
إشراك الطلاب في اختيار نظام العمل وقواعده، وأيضاً إشراك الطلاب في تحديد أهدافهم التعليمية، والسماح للطلاب بطرح الأسئلة للمعلم ولبعضهم البعض وفق ألية متفق عليها مسبقاً، كما يتيح مراعاة حرية الإختيار وتوفير بيئة تعليمية مريحة وممتعة تشجع على التعلم ومثيرة للتفكير ومن الممكن تشكيلها على شكل مجموعات ثنائية او ثلاثية وحتى رباعية ويمكن أكثر حسب عدد الطلاب، كما يعتمد على إشراك الطلاب في تقييم أنفسهم وتقييم زملائهم وتعلم الية التقييم المتبعة.
ويركز أيضاً على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب لتحقيق أفضل سبل التعلم وذلك من خلال استخدام أساليب متنوعة كي تتاسب مع جميع الطلاب، ومراعاة ان يكون التعلم واقعياً مرتبطاً بحياة الطلاب أن تكون الأمثلة متنوعة، واستخدام جميع السبل من اجل تعلم الطلاب مثل القراءة والكتابة والتمثيل ولعب الأدوار والتجريب وغيرها من الأساليب.
ومن اهداف التعلم النشط هو تشجيع مهارات التفكير الناقد، وتدريب الطلاب على القراءة الناقدة والمتفحصة، بالإضافة إلى تحقيق الأهداف التربوية عن طريق التنوع في الأنشطة التعليمية، ودعم الثقة بالنفس لدى الطلاب نحو ميادين المعرفة المختلفة، ومساعدة الطلاب على ترتيب الأولويات في القضايا المهمة، وتشجيع الطلاب على شرح الأسئلة وتحديد كيفية التعلم للمواد الدراسية المختلفة وتشجيع الطلاب على حل المشكلات.
قبل البدء بالحديث عن استراتيجية الحالات المصغرة يجب أولاً التأكيد على أن يدرك المعلم جيداً أن استراتيجيات التعليم النشط ما هي إلا أدوات مساعدة يستخدمها بهدف تحقيق تعلم أفضل للطلاب، وأن لا تكون الإستراتيجية هي الهدف النهائي للتعلم، فكثير من المعلمين يعتقدون أنه بمجرد تطبيق الإستراتيجية قد ضمن تعلم الطلاب، وهذا الإعتقاد خاطئ وقد ينعكس سلباً على عمليات التعليم، لذلك ينبغي على المعلم الناجح أن يستخدم أدوات تقويم مختلفة ومتنوعة تتناسب مع الموقف التعليمي، فقد يستخدم سلالم التقدير من أجل تقويم أداء الطلاب من خلال مشاهدت أعمال الطلاب في خرائط المفاهيم والمنظمات التخطيطية وتنفيذهم للمشاريع وكتابة التقارير ومراجعة الأقران والإختبارات التقليدية.
لذلك ونظراً لأهمية التعلم النشط سنتحدث في هذا المقال عن إحدى الإستراتيجيات الخاصة بالتعلم النشط وهي استراتيجية الالحالات المصغرة، والتي سنعمل على تعريفها وذكر بعض المعلومات عنها، كما سنتحدث عن الهدف من هذه الإستراتيجية واهم الخطوات اللازمة لتطبيقها، وأخيراً سنذكر بعض الأمثلة عن كيفية استخدام هذه الإستراتيجية.
مفهوم استراتيجية الحالات المصغرة:
تستخدم هذه الإستراتيجية لنصاً محدداً من الكتاب أو الصحيفة أو شعراً أو مقطعاً لفيديو، تتم بمجاميع صغيرة ،يناقش الطلاب معاً، يحللون ويخرجون بتوصيات لنواتج التعلم، وهي تنمي مهارة حل المشكلات والتحليل لديهم ويمكن استخدامها في نهاية الوحدة التدريسية، وتعتبر الإستراتيجية تعليمية مبتكرة تعمل على تنمية مهارات التفكير العليا عند الطلاب والقدرة على المناقشة وحل المشكلات التي تواجههم، حيث تساعدهم على البحث عن جذور المشكلة وتنمي قدرة الطالب على الفهم والإستيعاب.
خطوات تطبيق استراتيجية الحالات المصغرة:
- الخطوة الأولى: هي أن يقوم المعلم بتقسيم الطلاب على مجموعات صغيرة من طالبان أو أكثر حسب عدد الطلاب ضمن الصف الدراسي.
- الخطوة الثانية: بعد التقسيم إلى مجموعات يقوم المعلم بإيجاد ثلاثة أسئلة للطلاب في كل مجموعة.
- الخطوة الثالثة: السؤال الأول والثاني لابد أن يساعدان الطلاب في تحليل المشكلة وكذلك إيجاد الحقائق والأفتراضات والسؤال المتبقي يساعد الطلاب في توقع النواتج المحتملة.
- الخطوة الرابعة: يجب أن يتوصل كل الأعضاء إلى اتفاق حول إجاباتهم داخل كل مجموعة.
- الخطوة الخامسة: يعمل المعلم على تشجيع الطلاب على النقاش وتبادل الأفكار فيما بينهم، والإشراف على سير الإستراتيجية وفق ما خطط له.
مزايا استراتيجية الحالات المصغرة:
- تفيد المعلم في تقييم المستوى الدراسي للطلاب ومساعدته على معرفة ما يحتاجه كل طالب للنمو بمستواه الفكري والإدراكي.
- تساعد الإستراتيجية على تنمية مهارات التواصل والمناقشة بين الطلاب، وتزويدهم بالتوجيهات الضرورية للتعليم.
- كما تفيد الإستراتيجية في تنمية القدرات العقلية والمعرفية لدى الطلاب، كما وتعزز ثقة الطلاب بأنفسهم وقدراتهم.
- كما وتساعد على إزالة الحواجز بين الطلاب والمعلم، وتساعدهم على كسر حاجز الخوف والرهبة من المناقشة امام بقية الطلاب، كما وتساعدهم على التخلص من التوتر والقلق.
- ومن مزايا هذه الإستراتيجية أيضاً قدرتها على تقوية روابط الصداقة بين الطلاب وزيادة التعاون فيما بينهم والإحساس بحس المسؤولية.
عيوب استراتيجية الحالات المصغرة:
- اختلاف مستوى التفكير بين طالب وآخر، ما يجعل بعضهم يحظون بتنمية قدراتهم العقلية والإدراكية في حين ان الطلاب الأقل مستوى ذكاء او المصابين بالرهاب الاجتماعي والخجل لن يكونوا قادرين على المشاركة في الحوار وبالتالي ستكون الفائدة التي يحصلون عليها منخفضة جداً.
- يحتاج تطبيق هذه الإستراتيجية أن يكون المعلم على قدر عالٍ من الفهم والإدراك لهذه الإستراتيجية ومفهومها وكيفية تطبيقها، وبالتالي في حال كان المعلم غير قدير أو ليس على علم كافي بالإستراتيجية فإن ذلك سيؤدي لفشل الإستراتيجية.
كما لاحظنا فإن استراتيجيات التعلم النشط تشمل مدى واسع من الأنشطة التي تشارك في مدى واسع من العناصر الأساسية، والتي تحث الطلاب على أن يمارسوا ويفكروا حول الأشياء التي يتعلمونها ويمارسونها، ويمكن أن تستخدم هذه الإستراتيجيات في حث الطلاب على أن ينشغلوا في التفكير الناقد والإبداعي، والتحدث مع أقرانهم أو المجموعات الصغيرة أو الصف، كذلك تجعلهم ينشغلون في أن يعبروا عن أفكارهم خلال الكتابة واكتشاف القيم والمواقف الشخصية وتقديم واستقبال التغذية الراجعة والتأمل خلال عمليات التعلم.
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع، تحدثنا في هذا المقال عن إحدى استراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجية الحالات المصغرة، والتي هي كما قلنا سابقاً من أفضل الإستراتيجيات المتبعة في مجال التعلم النشط، وقمنا بشرح هذه الإستراتيجية ووضحنا أهميتها واستخداماتها بالإضافة إلى خطوات إنشائها وفوائدها وسيئاتها.
نتمنى أن ينال المقال إعجابكم
دمتم بخير