استراتيجية المقابلة ثلاثية الخطوات

المادة استراتيجيات التعلم النشط
عدد الزيارات 2802
تاريخ الإضافة 2021-09-25, 13:07 مساء

استراتيجية المقابلة ثلاثية الخطوات

التعلم النشط هو نوع من أنواع التعلم التي تركز على أساليب التعلم اكثر من تركيزها على إنتاجات التعلم تحت فلسفة أن كل وسيلة ناجحة ومميزة هي تعلم ناجح بحد ذاته، كما وأن التعلم النشط يجعل من الطالب محور العملية التعليمية خلافاً لأساليب التعلم التقليدية التي تجعل من المعلم محور العملية التعليمية.

يعتمد أسلوب التعلم النشط على إيجابية المتعلم في الموقف التعليمي، ويحتوي على جميع الممارسات التربوية داخل الغرفة الصفية وخارجها، والتي تهتم بالبيئة الصفية وتنظيمها ودور كل من المعلم والطالب.

للتعلم النشط عدد من العناصر التي تلعب دوراً كبيراً في قيامه، ولها أهمية كبيرة في إتمام عملية التعلم بشكلها الأفضل، ومع ان لكل عنصر من هذه العناصر دوره وأهميته إلا أنها متكاملة وتدعم بعضها البعض، وهذه العناصر هي الإستماع والإصغاء والمناقشة والتأمل، بالإضافة إلى الكتابة والقراءة والممارسة والدافعية الداخلية.

هناك العديد من الإستراتيجيات الخاصة بالتعلم النشط، وعادة ما تكون على هيئة أنشطة مخصصة ويمكن تكييفها مع أي تخصص، ويستغرق معظمها بضعة دقائق فقط لإكمالها، ومن المفترض أن تتم بعض الأنشطة بشكل فردي، بينما يجب أداء الأنشطة الأخرى على شكل مجموعات.

سنتحدث في هذا المقال عن إحدى استراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجية المقابلة ثلاثية الخطوات، حيث سنقدم شرحاً تفصيلياً عن هذه الإستراتيجية وعن أهميتها في سير العملية التعليمية وما هي استخداماتها، كما وسنتحدث عن خطوات إنشائها وفوائدها.

مفهوم استراتيجية المقابلة ثلاثية الخطوات:

وهي وسيلة فعالة لتشجيع الطلاب على المشاركة في تفكيرهم وطرح الأسئلة وتدوين الملاحظات، كما وتشجع الطلاب على تطوير مهارات الإستماع النشط وذلك عن طريق اختبار بعضهم البعض، ويستفاد منها بشكل أفضل بتكوين ثلاث طلاب في كل مجموعة ولكن يمكن تعديلها لتصبح أربعة حسب عدد الطلاب في الفصل الدراسي.

تعد هذه الإستراتيجية من الإستراتيجيات التي تعتمد على إيجابية الطالب في المواقف التعليمية المختلفة، والتي تحفز الطالب على الإشتراك في عمل أنشطة تحفزه على التفكير فيما يتعلمه، كما وتعتبر الإستراتيجية تعليمية مبتكرة تعمل على تنمية مهارات التفكير العليا عند الطلاب والقدرة على المناقشة وحل المشكلات التي تواجههم، حيث تساعدهم على البحث عن جذور المشكلة وتنمي قدرة الطالب على الفهم والإستيعاب.

خطوات تطبيق استراتيجية المقابلة ثلاثية الخطوات:

  • الخطوة الأولى: يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجاميع ثلاثية.
  • الخطوة الثانية: يطرح الطالب الأول سؤالاً، ويقوم الطالب الثاني بالتفكير والإجابة عن السؤال، اما الطالب الثالث فتكون وظيفته هي تدوين الأفكار.
  • الخطوة الثالثة: يتم تبادل الأدوار بين الطلاب الثلاث وقد يكون تناوب الأدوار في كل مرة بنفس السؤال أو كل طالب يطرح سؤالاً مختلفاً أو قد تكون الأسئلة محددة مسبقاً من قبل المعلم ولكن دائماً يجب أن يتعلم الطالب كيفية بناء الأسئلة.
  • الخطوة الرابعة: يستخدم نموذج في تدوين الأفكار من قبل مسجل في كل مرة يتم فيها إجراء المقابلة.
  • الخطوة الخامسة: تتناقش المجموعات الثلاثية مع بعضها البعض حول الأفكار المتكونة ليعدلوا عليها أو يضيفوا ثم تعرض أمام الجميع.

فوائد تطبيق استراتيجية المقابلة ثلاثية الخطوات:

  • تفيد في جعل الطلاب هم محور العملية التعليمية على خلاف الطرق التقليدية في التعليم والتي كانت تجعل المعلم هو محور العملية التعليمية.
  • تفيد الإستراتيجية في إخراج الطلاب من جوا الملل ضمن الصف الدراسي حيث تخلق هذه الإستراتيجية جوا من التفاعل والنشاط والحوارات بين الطلاب مما يجعل الحصة الدراسية مسلية جداً.
  • تفيد الإستراتيجية في مساعدة الطلاب الخجولين في التغلب على الشعور بالخجل من الوقوف وإعطاء رأيهم، حيث تركز هذه الإستراتيجية على تقوية شخصية الطالب وزيادة ثقته بنفسه وبقدراته.
  • تفيد الإستراتيجية أيضاً في تعزيز مهارات التعاون والمشاركة بين الطلاب من خلال إقامة مجموعة من الحوارات فيما بينهم بهدف تحليل الدرس والوصول إلى الأفكار الرئيسية التي يرتكز الدرس عليها.
  • كما تقوي الإستراتيجية ارتباط الطلاب بالمادة المعطاة بطريقة إبداعية جملية ومبتكرة.

سيئات تطبيق استراتيجية المقابلة ثلاثية الخطوات:

  • يجب على المعلم أن يكون على علم جيد بهذه الإستراتيجية وكيفية تطبيقها وكيفية معرفة فيما اذا كانت الإستراتيجية قد نجحت في إيصال الأفكار إلى الطلاب أم لا، ولذلك ليس أي معلم قادر على تطبيقها بل تحتاج معلم متمرس ولديه خبرة لا بأس بها.
  • قد لا تناسب جميع الطلاب بسبب اختلاف طريقة تفكير كل طالب والمستوى الإدراكي لكل طالب، حيث انها تعتمد على ثنائيات فقد يكون الطالبان في مستوى ذكاء مختلف مما يجعل احدهم متفوق بدرجات على الأخر في الإستنتاج والتحليل مما يسبب فشل الإستراتيجية في حال لم يقم المعلم بإصلاح الخلل، وتنسيق الطلاب مع بعضهم أي ان يضع الطلاب من نفس المستوى ضمن مجموعة واحدة وهكذا.

كما لاحظنا مما سبق فإن هذه الإستراتيجية مفيدة وفعالة جداً في إنشاء حوار متبادل بين الطلاب والمعلم، والذي بدوره يساعد على تبادل المعلومات فيما بينهم مما يحفز لديهم حس المشاركة والتفكير البناء، بدلاً من إنطواء كل طالب على نفسه وتحفظه على معلوماته، فتقسيم الطلاب على مجموعات يساعد أيضاً على خلق أجواء من التفاعل والصداقة بين الطلاب كما تزيد من نشاط الطلاب ضمن الصف وبالتالي الأبتعاد عن الشعور بالنعاس ضمن الصف او الملل، حيث ان البيئات التعليمية التفاعلية قد أثبتت جدارتها في العملية التدريسية وقدرتها على إيصال المعلومة إلى الطالب بشكل بسيط وسهل بعيداً عن التعقيد، بالإضافة إلى قدرتها على إزالة الحواجز بين الطلاب فيما بينهم وبين الطلاب والمعلم.

وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع، تحدثنا في هذا المقال عن إحدى استراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجية المقابلة ثلاثية الخطوات، والتي هي كما قلنا سابقاً من أفضل الإستراتيجيات المتبعة في مجال التعلم النشط، وقمنا بشرح هذه الإستراتيجية ووضحنا أهميتها واستخداماتها بالإضافة إلى خطوات إنشائها وفوائدها.

نتمنى أن ينال المقال إعجابكم

دمتم بخير

شارك الملف