استراتيجية جدول التعلم

المادة استراتيجيات التعلم النشط
عدد الزيارات 1363
تاريخ الإضافة 2021-09-25, 13:13 مساء

استراتيجية جدول التعلم

التعلم النشط هو عملية دائمة ومستمرة في نفس الوقت، يمكن حدوثه في أي مكان، في البيت والمدرسة والملعب والحديقة وغيرها من الأماكن، ومن هنا تاتي أهمية التنسيق مع جميع عناصر العملية التعليمية وذلك من أجل الأستغلال الأمثل للوقت والمهارات، حيث يعتبر التفاعل الإيجابي بين الطفل ومحيطه من أفضل الطرق المساعدة على بناء الدماغ ونموه السليم، وذلك لأن التعلم النشط يؤمن للطفل البيئة المناسبة والملائمة التي تساعده على التعلم والإستكشاف وفهم ما يدور حوله بطريقة بسيطة وممتعة بعيداً عن التعقيد.

التعلم النشط يركز أيضاً على جميع نواحي التعلم وعناصره من التركيز على مهارة الإستماع والحديث والتعبير والتأمل والإبداع في مجالاته المختلفة، كما انه اتجاه يؤكد على استثمار المتعلم بوصفه محور العملية التعليمية والخاصية المستهدفة بالتعلم واستغلال جميع الطاقات الكامنة فيه، وذلك من خلال الإستغلال الأمثل للأساليب والمهارات التدريسية داخل الغرفة الصفية وخارجها.

استراتيجيات التعلم النشط هي مجموعة الأساليب التعليمية التي تتضمن الإجراءات المتتابعة والمتناسقة فيما بينها، والتي تجعل الطالب نشطاً في الموقف التعليمي من خلال قيامه بالبحث والقراءة والكتابة في الموضوعات الاقتصادية والتعليمية وغيرها، والعمل في مجموعات صغيرة والإشتراك في المناقشات الصفية، مما يتيح له فرصة اكتشاف المعرفة واكتسابه للمفاهيم والإتجاهات العلمية.

يعرف اللقاني والجمل استراتيجيات التعلم النشط بأنها عبارة عن المبادئ والإجراءات والعمليات المطلوبة لكي يحدث التعلم للفرد، وهي متعددة ويتم تحديدها بناءاً على طبيعة الموقف التعليمي والهدف منه وخصائص ومستوى المتعلمين.

لذلك ونظراً لأهمية التعلم النشط سنتحدث في هذا المقال عن إحدى الإستراتيجيات الخاصة بالتعلم النشط وهي استراتيجية جدول التعلم، والتي سنعمل على تعريفها وذكر بعض المعلومات عنها، كما سنتحدث عن الهدف من هذه الإستراتيجية واهم الخطوات اللازمة لتطبيقها، وأخيراً سنذكر بعض الأمثلة عن كيفية استخدام هذه الإستراتيجية، وعيوبها وفوائدها.

مفهوم استراتيجية جدول التعلم:

من المناسب استخدام هذه الإستراتيجية في مرحلة التهيئة فقد تكون بداية الفصل، الدرس، وأثناء الدرس أو قبل القيام بالأنشطة، وقد تنفذ مع بداية الدرس وتنتهي في نهايته وهي تستخدم لتشخيص واكتشاف خبرات الطلاب السابقة والتعرف على المفاهيم القبلية وكذلك الخاطئة، ولربط الخبرات السابقة مع الدرس الجديد، ومن الممكن تنفيذها في مجاميع ثنائية أو اكثر او فردية، وقد يستخدم جدول التعلم لتعليم القراءة أيضاً، وهناك نموذج آخر يضيف عمود رابع يسمى(ما زلت أريد أن اتعلم).

خطوات تطبيق

 استراتيجية جدول التعلم:

 

  1. الخطوة الأولى: في العمود الأيمن: ماذا نعرف؟ أو ماذا أعرف؟ (إذا قدم النشاط بشكل مجاميع أو فردي) يختص بالخبرات السابقة للطلاب حول مفهوم معين، حيث يطرح المعلم سؤالاً على الطلاب مثلاً: ماذا تعرفون عن العلاجم؟ يبدأ الطلاب يتناقشون مع بعضهم البعض في مجاميع لإكتشاف خبراتهم السابقة، ثم يكتبون ما يعرفون في هذا العمود، وقد يكتبون مفاهيم خاطئة، يدونها المعلم لتصحيحيها أنياً أو في وقت لاحق من الدرس بشرط أن لا تبقى في أذهان الطلاب، فالمفاهيم الخاطئة تصحح عادة من خلال أنشطة وكلما  كان المفهوم الخاطئ قديماً كلما أصبح تغيير قناعة الطالب به صعبة وتحتاج إلى أنشطة، لذلك من الضروري الأهتمام في المفاهيم الخاطئة والتصورات البديلة التي تقاوم عملية التغيير بعكس الأخطاء العلمية التي لا تستند على ادلة او تبريرات من قبل الطالب، قد يقدم جدول التعلم قبل النشاط فمثلاً في مفهوم العلاجم السابق، قد يقدم المعلم عينة المخلوق الحي وهو الأفضل او صورة أو مقطع فيديو للعلجم، ويسأل الطلاب ماذا يعرفون عن العلجم؟ انظر للجدول.
  2. الخطوة الثانية: في العمود الأوسط ماذا نري أن نعرف؟ يكتب الطلاب ما يريدون أن يعرفونه عن العلجم وجميع المعلومات التي يودون أن يتعلموها، ومن المهم هنا ان يدرك المعلم أنه كلما كان العمود الأيمن مثيراً للطالب كلما أصبح الطالب قادراً على تكوين أسئلة ومفاهيم يريد أن يعرفها ويتشوق إلى ذلك قبل الشروع في الأنشطة الأستقصائية فيما بعد، ومن المناسب أن يشجع المعلم الطلاب على تكوين أسئلة بدون توجيه مباشر حتى تكتمل الأسئلة التي يريد أن يتعلمها الطالب في الدرس.
  3. الخطوة الثالثة: في العمود الأيسر: نضع ماذا تعلمنا؟ وهو يتمم بعد أن يتعلم الطالب ويجري الأنشطة التي تحقق فضوله نحو التعلم.

فوائد تطبيق

 استراتيجية جدول التعلم:

  • يمكن تطبيق هذه الإستراتيجية على جميع الدروس مما يساعد المعلم في تقريب الفكرة لذهن الطالب وذلك لأن من يقوم بشرح الفكرة لهم هو طالب مثلهم، أي أن مستوى تفكيره قريب من مستوى تفكير باقي زملاءه في الصف.
  • تفيد الإستراتيجية في مساعدة الطلاب الخجولين في التغلب على الشعور بالخجل من الوقوف وإعطاء رأيهم، حيث تركز هذه الإستراتيجية على تقوية شخصية الطالب وزيادة ثقته بنفسه وبقدراته.
  • تعتبر هذه الإستراتيجية سهلة التطبيق والشرح ولا تحتاج لوقت كبير في الشرح، كما انها لا تتطلب أدوات كثيرة او مكلفة مما يجعلها مناسبة لكثير من المدارس.
  • تساعد الإستراتيجية على جعل الطالب محور العملية التعليمية.

عيوب تطبيق

 استراتيجية جدول التعلم:

  • تحتاج لمعلم ذو خبرة في المجال وقادر على ضبط الصف لمنع حدوث فوضى.
  • تستغرق حصة دراسية كاملة لذا يجب على المعلم التخطيط بشكل جيد ومسبق عندما يقرر تطبيقها لكي لا يتأثر أعطاء المنهاج الدراسي بالإستراتيجية.

وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع، تحدثنا في هذا المقال عن إحدى استراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجية جدول التعلم، والتي تعتبر من الإستراتيجيات المتبعة في مجال التعلم النشط بسبب بساطتها، وقمنا بشرح هذه الإستراتيجية ووضحنا أهميتها واستخداماتها بالإضافة إلى خطوات إنشائها ومزاياها وعيوبها.

نتمنى أن ينال المقال إعجابكم

دمتم بخير

شارك الملف