استراتيجية حلقة الحكيم

المادة استراتيجيات التعلم النشط
عدد الزيارات 1934
تاريخ الإضافة 2021-09-25, 13:15 مساء

استراتيجية حلقة الحكيم

التعلم النشط يعني أن الطالب هو محور العملية التعليمية، وأيضاً المشاركة الفعالة للطالب من خلال إدراك المفاهيم و الأفكار المقدمة له خلال العملية التعليمية، وأن لتبادل الخبرات دور أساسي ومهم في عملية التعليم وتعميق أثر التعلم في الغرفة الصفية وخارجها، كما ويقتصر دور المعلم في التعلم النشط على التوجيه والإرشاد.

التعلم النشط يؤمن للطفل البيئة المناسبة والملائمة التي تساعده على التعلم والإستكشاف وفهم ما يدور حوله بطريقة بسيطة وممتعة بعيداً عن التعقيد.

استراتيجيات التعلم النشط  هي إجراءات يتبعها الطالب داخل مجموعة تعلم بعد تخطيط مسبق لها وأنها استراتيجيات أبعد من الإستراتيجيات الموجهة نحو التعلم بالحفظ الذي تكون فيه الأفكار الموجودة بالبنية المعرفية للطالب غير مرتبطة بالأفكار المقدمة له وبالتالي يحفظها من خلال الإستماع أو الكتاب المقرر، وأيضاً أبعد من التعلم عديم المعنى والذي تكون فيه الأفكار بالبنية المعرفية للمتعلم مرتبطة بالمادة المقدمة له ولكن ارتباطها لا يدركه الطالب، أما استراتيجيات التعلم النشط يشترط أن تكون الأفكار الموجودة بالبنية المعرفية للطالب مرتبطة بالأفكار المقدمة له وأن يدركها الطالب بنفسه وأن يحل التعارضات المعرفية التعليمية التي تواجهه عن طريق المشاركة والتحاور والتفاعل الصفي في مجموعات منظمة، ومن خلال أنشطة تعليمية موجهة تعتمد على المناقشات الصفية.

لذلك ونظراً لأهمية التعلم النشط سنتحدث في هذا المقال عن إحدى الإستراتيجيات الخاصة بالتعلم النشط وهي استراتيجية حلقة الحكيم، والتي سنعمل على تعريفها وذكر بعض المعلومات عنها، كما سنتحدث عن الهدف من هذه الإستراتيجية واهم الخطوات اللازمة لتطبيقها، وأخيراً سنذكر بعض الأمثلة عن كيفية استخدام هذه الإستراتيجية.

مفهوم استراتيجية حلقة الحكيم:

تعتمد هذه الإستراتيجية على اختيار طالب او اكثر من الصف الدراسي، بحيث يكون الطالب المختار هو الأكثر خبرة في مجال معين وذلك ليستطيع القيام بدور الحكيم، ويطلب المعلم من الطالب أن يقوم بشرح الموضوع الخبير فيه وتلتف حوله حلقة مكونة من 4-6 طلاب.

تهدف هذه الأستراتيجية إلى الإستفادة من خبرات بعض الطلاب في مجال معين ونشرها لبقية الطلاب، ويجب تطبيق مثل هذه الإستراتيجيات في بداية الحصة الدراسية كنوع من التمهيد أو بعد شرح صغير لموضوع معين.

خطوات تطبيق استراتيجية حلقة الحكيم:

  1. الخطوة الأولى: يقوم المعلم بإكتشاف الخبير من بين طلابه من خلال طرح سؤال ما مثل: من الذي حل المسألة الرياضية الصعبة الموجودة في نهاية الدرس؟ ، أو من يعرف طريقة التفاعل الكيميائي اللازمة لصهر الحديد؟ ، أو من سافر إلى منطقة معينة يحددها المعلم؟ ، أو من يعرف طريقة تصنيع الزجاج وغيرها من هذه الأسئلة التي تعبر عن الثقافة العالية لدى الطلاب.
  2. الخطوة الثانية: بعد إجابة بعض الطلاب عن هذه الأسئلة يقوم المعلم بإخراجهم ونشرهم في أرجاء الصف الدراسي.
  3. الخطوة الثالثة: يقوم المعلم بعد ذلك بتوزيع بقية الطلاب على شكل مجموعات، مثلاً كل مجموعة من أربعة طلاب يذهبون إلى حكيم واحد فقط من بين الحكماء الموجودون.
  4. الخطوة الرابعة: يقوم الحكيم بشرح وتفسير الإجابة لمجموعة الطلاب لديه، ويكون عمل الطلاب هو تدوين الملاحظات، ثم يعودون إلى مقاعدهم ويتناقشون في الإجابة.

مزايا تطبيق استراتيجية حلقة الحكيم:

  • تفيد الإستراتيجية في مساعدة الطلاب الخجولين في التغلب على الشعور بالخجل من الوقوف وإعطاء رأيهم، حيث تركز هذه الإستراتيجية على تقوية شخصية الطالب وزيادة ثقته بنفسه وبقدراته.
  • تفيد في جعل الطلاب هم محور العملية التعليمية على خلاف الطرق التقليدية في التعليم والتي كانت تجعل المعلم هو محور العملية التعليمية.
  • تساعد الإستراتيجية المعلم في تحديد مستوى الطلاب لديه ومعرفة الطلاب المتميزون والطلاب ذو المستوى المتوسط والطلاب الرديئون مما يساعده على التركيز على تحسين مستواهم ودعمهم بكل ما يستطيع بهدف إيصالهم لمستوى مقبول مناسب لأعمارهم.
  • يمكن تطبيق هذه الإستراتيجية على جميع الدروس مما يساعد المعلم في تقريب الفكرة لذهن الطالب وذلك لأن من يقوم بشرح الفكرة لهم هو طالب مثلهم، أي أن مستوى تفكيره قريب من مستوى تفكير باقي زملاءه في الصف.
  • لا يحتاج تطبيق هذه الإستراتيجية إلى أية أدوات مما يجعلها سهلة التطبيق ومناسبة للوضع المادي الخاص بكل مدرسة.

عيوب تطبيق استراتيجية حلقة الحكيم:

  • غير مناسبة للطلاب الذين يعانون من الخجل الشديد، او الذين لا يحبذون مشاركة أفكارهم مع زملائهم في الصف.
  • يحتاج تطبيق الإستراتيجية إلى الوقت، لذلك يتطلب وجود معلم قادر على ضبط الصف وشرح ألية عمل الإستراتيجية بطريقة سريعة وبسيطة بحيث لا يستغرقون وقت كثير لبدأ التنفيذ.

مثال عملي عن تطبيق الإستراتيجية:

بفرض لدينا درس في مادة علم الأحياء، والمعلم يشرح للطلاب عن دورة حياة النباتات، فيقوم المعلم بطرح سؤال مثلا: من يستطيع شرح عملية التركيب الضوئي لدى النباتات؟ 

  1. يقوم الطلاب الذين يعرفون الإجابة برفع أيديهم ليقوم المعلم بإختيارهم كحكماء.
  2. ثم يقسم الصف إلى مجموعات وكل مجموعة تختار حكيم.
  3. يقوم الحكيم بشرح ألية التركيب الضوئي وما أهميتها للمجموعة التي لديه.
  4. اخيراً يقوم الطلاب بتدوين الملاحظات ومناقشة الإجابات، ثم يقوم المعلم بشرح وتقييم إجابات الطلاب والتاكد من أن جميع الطلاب قد فهموا الألية.

مما سبق نلاحظ ان هذه الإستراتيجية سهلة وبسيطة التطبيق، ويمكن تطبيقها على أي مادة تعليمية، وهي من الإستراتيجيات الهامة في سير العملية التعليمية، وتساعد جداً الطلاب الذين يعانون من بطء الإستيعاب وذلك لأن الفكرة يتم شرحها من قبل الطلاب ومن ثم المعلم مما يساعد على ترسيخ الأفكار جيداً في ذهن الطلاب.

وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع، تحدثنا في هذا المقال عن إحدى استراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجية كرة الثلج والتي هي كما قلنا سابقاً من أفضل الإستراتيجيات المتبعة في مجال التعلم النشط، وقمنا بشرح هذه الإستراتيجية ووضحنا أهميتها واستخداماتها بالإضافة إلى خطوات إنشائها ومزاياها وعيوبها.

نتمنى أن ينال المقال إعجابكم

دمتم بخير

شارك الملف