استراتيجية فكر، زاوج، شارك
التعلم النشط هو التعلم الذي يجعل من الطالب محور العملية التعليمية ويجعل منه فرداً فاعلاً وناشطاً ومشاركاً، وله دور في إدارة العملية التعليمية من حيث تحديد بعض الأنشطة التي يتناولها والتي تتناسب وفق رغباته وإمكاناته، وهذا النوع من التعلم يقوم على التعلم بالممارسة والمشاركة والبحث والإستكشاف، على أن يقتصر فيه دور المعلم على ان يكون ميسراً وموجهاً ومرشداً.
التعلم النشط هو عملية دائمة ومستمرة في نفس الوقت، يمكن حدوثه في أي مكان، في البيت والمدرسة والملعب والحديقة وغيرها من الأماكن، ومن هنا تاتي أهمية التنسيق مع جميع عناصر العملية التعليمية وذلك من أجل الأستغلال الأمثل للوقت والمهارات، حيث يعتبر التفاعل الإيجابي بين الطفل ومحيطه من أفضل الطرق المساعدة على بناء الدماغ ونموه السليم، وذلك لأن التعلم النشط يؤمن للطفل البيئة المناسبة والملائمة التي تساعده على التعلم والإستكشاف وفهم ما يدور حوله بطريقة بسيطة وممتعة بعيداً عن التعقيد.
لذلك ونظراً لأهمية التعلم النشط سنتحدث في هذا المقال عن إحدى الإستراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجية فكر، زاوج، شارك، حيث سنقوم بشرح مفهومها، وذكر بعض المعلومات عنها، كما سنتحدث عن أهداف هذه الإستراتيجية واهم الخطوات اللازمة لتطبيق هذه الإستراتيجية، كما و سنذكر بعض الأمثلة عن كيفية استخدام هذه الإستراتيجية.
مفهوم استراتيجية
شارك، فكر، زاوج:
ابتكرت هذه الطريقة بعد سلبيات طريقة التعليم التقليدية والتي عادةً ما تستخدم للأعداد الكبيرة في الكليات، وكثيراً ما يسأل المعلم سؤالاً مفتوحاً موجهاً لجميع الطلاب في الفصل خصوصاً في الطرق التقليدية، ويجد أن عدداً قليلاً جداً من الطلاب يشارك وأحياناً لا تجد طالباً واحداً أو متطوعاً يريد أن يشارك.
أظهرت بعض الدراسات أن حوالي 4-5 طلاب يشاركون بنسبة 75% من الحديث في فصول عدد طلابها لا يزيد عن أربعين طالب بينما البقية لا يتكلمون ولا يرغبون بالمشاركة، وفي الفصول الأكثر عدداً تنخفض النسبة اكثر من ذلك بكثير.
هناك طريقة تسمى (فكر لوحدك، فكر مع زميلك، شارك الجميع)، والتي وضعها فرانك ليمان، وقد تسمى أيضاً ب (فكر، زاوج، شارك) أو (فكر، قارن، شارك).
وميزتها لهذه الطريقة أنك تستطيع تطبيقها بأي عدد من الطلاب، كما انها تتميز بسهولتها، حيث توجه سؤالاً إلى الطلاب جميعهم ثم تخبرهم بأن يفكروا من (10ثواني-5دقائق) عن الإجابة بصمت وبشكل فردي والزمن يعتمد على تقديرات المعلم ودرجة تعقيد السؤال، بعد ذلك تطلب منهم أن يكونوا أقراناً بحيث كل طالبين يتشاركان ويتناقشان معاً في الإجابة عن السؤال، ثم وبشكل عشوائي تطلب من بعض الطلاب الإجابة عن السؤال.
والسؤال العشوائي مهم لضمان معرفة أن الطالب قد يفكر فردياً ومع زميله، بعد أن تكون راضياً عن أن الطلاب قد استوعبوا المفهوم، تنتقل إلى أسلوب المحاضرة مرة أخرى، بمعنى ان الأسلوب هنا هو في البداية أسلوب محاضرة تقليدي إلا انه مطور يتخلله هذا النشاط، وعندما يريد المعلم أن ينفذ هذه الطريقة من المستحسن أن يعرض عليهم الخطوات الثلا حتى يتدربوا عليها.
خطوات تطبيق استراتيجية(فكر، زاوج، شارك):
- الخطوة الأولى: يقوم المعلم بتوجيه سؤالاً لجميع الطلاب، بحيث يفكر كل طالب منفرداً ولمدة 5-10 ثواني، وقد يزيد أو يقل الوقت حسب تقديرات المعلم فقد يحتاج التفكير ربما عدة دقائق.
- الخطوة الثانية: بعد عملية التفكير الفردي لكل طالب، يتشارك كل طالبين معاً ويتبادلان مشاركتهما في الخطوة الأولى ويتفقان على إجابة مشتركة.
- الخطوة الثالثة: اختر عشوائياً عدداً من الطلاب لتلخيص مناقشتهم أو تقديم حلولهم.
مراحل الأستراتيجية:
- تمر هذه الإسترتيجية بأربعة مراحل أساسية وهي كالتالي:
- المرحلة الأولى هي(فكر): وتبدأ هذه المرحلة عندما يقوم المعلم بطرح سؤال على الطلاب حول الدرس، ثم يعطيهم الوقت الكافي للتفكير بصمت حول السؤال المطروح، وكل ما هو مطلوب من الطلاب في هذا الوقت هو التفكير بهدوء، وتسجيل الملاحظات والإجابات على الورقة المحددة لذلك، كما يجب على المعلم اختيار أسئلة ذات إجابات تحتاج إلى عدة دقائق أي يجب تجنب الأسئلة ذات إجابات الصح والخطأ.
- المرحلة الثانية هي(زاوج): في هذه المرحلة يطلب المعلم من الطلاب أن ينقسموا إلى مجموعات من ازواج، ليقوم كل طالب بمناقشة زميله في الإجابة الصحيحة المحتملة والإتفاق على إجابة واحدة مشتركة.
- المرحلة الثالثة هي(شارك): في هذه المرحلة يطلب المعلم من المجموعات التعبير عن الإجابات التي توصلوا لها لفظياً ومشاركة الأفكار مع زملائهم في الصف، مما يتيح للجميع التعبير عن أفكارهم أمام أصدقائهم في الصف ويكون دور المعلم هنا تدوين الإجابات على السبورة لكي تكون واضحة للجميع ويتعرفوا على الإجابات الصحيحة من الخاطئة.
- المرحلة الأخيرة هي التقويم: يقوم المعلم في هذه المرحلة بتقويم إجابات الطلاب عن طريق المناقشة، والتي تساعد المعلم على تحديد مستوى فهم الطلاب للدرس من خلال تقييم إجاباتهم.
فوائد استراتيجية
(فكر، زاوج، شارك):
- إن تطبيق هذه الإستراتيجية يجعل من الطلاب محور العملية التعليمية ويكون المعلم موجهاً ومرشداً.
- كما تزيد الطلاب حيويةً ونشاطاً، بالإضافة لجذب انتباههم للدرس، كما تخلق جواً من التفاعل والمشاركة وتزيل الحواجز بين الطلاب.
- تساعد الطلاب على التخلص من الشعور بالخجل داخل الصف، وتمنحههم الثقة بالنفس لطرح أفكارهم ومناقشتها.
- كما تفيد في تثبيت المعلومات في ذهن الطلاب من خلال مناقشتها والتأكد من صحتها.
- تفيد في زيادة قدرة المعلم على تقييم الطلاب وبالتالي يستطيع معرفو ما يحتاجه كل طالب من الطلاب لكي يصبح ناجحاً.
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع، تحدثنا في هذا المقال عن إحدى استراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجية (فكر، زاوج، شارك) والتي هي كما قلنا سابقاً من أفضل الإستراتيجيات المتبعة في مجال التعلم النشط، وقمنا بشرح هذه الإستراتيجية ووضحنا أهميتها واستخداماتها بالإضافة إلى خطوات إنشائها وأنواعها.
نتمنى أن ينال المقال إعجابكم
دمتم بخير