استراتيجية خريطة المفاهيم
التعلم النشط هو التعلم الذي يجعل من الطالب محور العملية التعليمية ويجعل منه فرداً فاعلاً وناشطاً ومشاركاً، وله دور في إدارة العملية التعليمية من حيث تحديد بعض الأنشطة التي يتناولها والتي تتناسب وفق رغباته وإمكاناته، وهذا النوع من التعلم يقوم على التعلم بالممارسة والمشاركة والبحث والإستكشاف، على أن يقتصر فيه دور المعلم على ان يكون ميسراً وموجهاً ومرشداً.
استراتيجيات التعلم النشط ما هي إلا أدوات مساعدة، يستخدمها المعلم بهدف تحقيق أفضل تعليم للطلاب، والتي تشمل مدى واسع من الأنشطة التي تشارك في العناصر الأساسية والتي تحث الطلاب على أن يمارسوا ويفكروا حول الأشياء التي يتعلمونها ويمارسونها.
استراتيجيات التعلم النشط هي أيضاً استراتيجيات تعلم موجهة نحو إدماج الطالب في عمل شيء ما داخل الصف ثم التفكير حول ما يفعل ويشترط فيها أن تكون الأفكار الموجودة بالبينة المعرفية للطالب مرتبطة بالأفكار المقدمة عن طريق المشاركة والتحاور والتفاعل الصفي في مجموعات منظمة وتحت إشراف وتوجيه المدرس.
ونظراً لأهمية التعلم النشط سنتحدث في هذا المقال عن إحدى الإستراتيجيات الخاصة بالتعلم النشط وهي استراتيجية خريطة المفاهيم، والتي سنعمل على تعريفها وذكر بعض المعلومات عنها، كما سنتحدث عن الهدف من هذه الإستراتيجية واهم الخطوات اللازمة لتطبيقها، ومزاياها وعيوبها.
مفهوم استراتيجية خريطة المفاهيم:
تقوم فكرة الإستراتيجية على تجميع الأفكار والمفاهيم الرئيسية الواردة في الدرس على شكل خريطة يقوم الطالب بصنعها بنفسه، وتهدف الإستراتيجية إلى تنمية مهارتي ربط المفاهيم وتلخيص الدروس، كما يفضل تطبيقها في نهاية الدرس لأنها ستأخذ وقتاً في التطبيق او في نهاية كل وحدة.
خطوات تطبيق
استراتيجية
خريطة المفاهيم:
- الخطوة الأولى: يقوم المعلم بعرض بعض المفاهيم المألوفة لدى جميع الطلاب مثل السيارة –الكرسي-الطعام على الطلاب.
- الخطوة الثانية: يطلب المعلم منهم أن يكتبوا مفاهيم أخرى ذات علاقة بكل واحدة من هذه المفاهيم الثلاث السابقة، مثلاً (مفهوم الطعام يكتب الطالب المفاهيم التالية: الخضراوات-اللحم- الحبوب-الحليب-شريحة اللحم....).
- الخطوة الثالثة: اطلب منهم أن يرتبوا المفاهيم السابقة في كل مفهوم رئيسي من المفهوم الأكثر عمومية وشمولية إلى الأقل عمومية وشمولية او من المفهوم الأكثر أهمية إلى المفهوم الأقل أهمية، ستتطلب هذه الخطوة عدة دقائق للإنجاز.
- الخطوة الرابعة: يقوم المعلم بإخبار الطلاب أن يكتبوا في أعلى ورقة كبيرة وبإستخدام قلم رصاص المفهوم(الأكثر عمومية) أو (الأكثر أهمية) محاطاً بدائرة أو مربع.
- الخطوة الخامسة: يقوم المعلم بإخبارهم أن يربطوا المفاهيم مع بعضها البعض من القائمة التي قاموا بترتيبها سابقاً، بحيث يربط كل مفهومين معاً بسهم حسب درجة الشمولية أو الأهمية من أعلى إلى أسفل وتوضع كلمة دالة على السهم بين المفهومين مثلاً (الجزر......فيتامين أ) والكلمة الدالة هي (يحتوي) أي لتدل على أن الجزر يحتوي على فيتامين أ، أو (اللحم....الحديد) والكلمة الدالة هي (مصدر جيد) أي أن اللحم مصدر جيد لعنصر الحديد...اكمل هذه الطريقة حتى تظهر جميع المفاهيم بالخريطة.
- الخطوة السادسة: يقوم المعلم بتوضيح أن الخريطة المفاهيمية تبدأ بقمة الهرم من مفهوم رئيسي ثم مفاهيم عامة ثم مفاهيم اقل عمومية ثم مفاهيم خاصة تنتهي بأمثلة، ويربط بين المفاهيم جميعها كلمات دالة.
- الخطوة السابعة: يمنح المعلم زمناً كافياً (20-30 دقيقة) ويشجعهم على بناء تفرعات للمفاهيم وكلمات دالة على الأسهم الرابطة بين المفاهيم ويشجعهم أيضاً على تكوين تسلسل هرمي، قمته أكثر عمومية وشمولية وقاعه أكثر خصوصية.
- الخطوة الثامنة: يقوم المعلم بتذكيرهم أن الدائرة الرئيسية للمفهوم لا تزيد كلماتها عن اثنين مثل(التكاثر الجنسي).
- الخطوة التاسعة: يخبرهم المعلم انه في البداية ليس مطلوباً ان تكون ورقة خريطة المفاهيم نظيفة من الشطب أو المسح، كما انه بعد أن ينهوا مهمتهم يعيدوا الرسم من جديد.
- الخطوة العاشرة: يقوم المعلم بأخذ جولة بين الطلاب وهم يرسمون خرائطهم المفاهيمية ويشجعهم دائماً، ولا يقدم لهم الإجابات أو المفاهيم بشكل مباشر.
- الخطوة الحادية عشر: يخبرهم المعلم بأن الخريطة المفاهيمية هي تمثيل مميز لمدى فهمهم وان الشخص الذي يخلط المفاهيم مع بعضها لا يعتبر دقيقاً علمياً.
- الخطوة الثانية عشر: يشجعهم المعلم على الإبداع ويخبرهم انه لا يوجد تماثل في رسم خرائط المفاهيم بل لابد أن يكون هناك اختلاف ولكن الأهم هو تطبيق القاعدة.
- الخطوة الثالثة عشر: يطلب المعلم من الطلاب ان يراجعوا الخريطة ويضيفوا لها أفكاراً آخرى من خلال تكوين مفاهيم قد تتبادر إلى أذهانهم.
- الخطوة الرابعة عشر: يعرض الطلاب خرائطهم على زملائهم.
- الخطوة الخامسة عشر: بعد أن يمارس الطلاب بناء خريطة المفاهيم، يطلب المعلم منهم في حصة لاحقة كيفية بناء خارطة مفاهيم عن مفهوم رئيسي مثل الكائن الحي أو الخلايا ...الخ.
إيجابيات تطبيق
استراتيجية
خريطة المفاهيم:
- إن تطبيق هذه الإستراتيجية يجعل من الطلاب محور العملية التعليمية ويكون المعلم موجهاً ومرشداً.
- كما تزيد الطلاب حيويةً ونشاطاً، بالإضافة لجذب انتباههم للدرس، كما تخلق جواً من التفاعل والمشاركة وتزيل الحواجز بين الطلاب.
- تفيد في زيادة قدرة المعلم على تقييم الطلاب وبالتالي يستطيع معرفة ما يحتاجه كل طالب من الطلاب لكي يصبح ناجحاً.
- يمكن تطبيقها على اغلب الدروس والمواد التعليمية.
سلبيات تطبيق
إستراتيجية
خريطة المفاهيم:
- تحتاج إلى وقت كبير في التخطيط والإعداد والتنفيذ وخاصة في حال كان الصف يحتوي على عدد طلاب كبير.
- تسبب بعض الفوضى في حال لم يكن المعلم قادراً على ضبط صفه، وبالتالي تحتاج إلى معلم ذو خبرة ومتمرس.
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا المتواضع، تحدثنا في هذا المقال عن إحدى استراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجية خريطة المفاهيم، والتي هي تعتبر من أفضل الإستراتيجيات المتبعة في مجال التعلم النشط، وقمنا بشرح هذه الإستراتيجية ووضحنا أهميتها واستخداماتها بالإضافة إلى خطوات إنشائها وإيجابياتها وسلبياتها.
نتمنى أن ينال المقال إعجابكم
دمتم بخير