استراتيجية الفصل المقلوب أو المعكوس وهي من ضمن الاستراتيجيات الجديدة التي تختلف عن المفهوم التقليدي في العملية التعليمية حيث يكون الطالب هو متلقن في الصف الدراسي ، والمعلم هو المسؤول عن كل شيء ويقوم في النهاية بإعطائه واجبات ومهام ليقوم بها في المنزل.
أما الصف المعكوس يركز على التفاعل المباشر بين المعلم والطالب، والعلاقة تكون مدمجة فيه، حيث يتم تدريس الطلاب المحتوى الدراسي في المنزل عبر مقاطع فيديو او تسجيلات صوتية قام المعلم بتسجيلها مسبقاََ. وأداء الواجبات والمهام يكون في المدرسة والصف الدراسي وكذلك عرض الأسئلة المستنتجة والملاحظات على المعلم والأصدقاء، على عكس الممارسة الشائعة، وخاصة مع تطور التكنولولجيا والأوضاع الحالية في ظل ظروف التعليم عن بعد.
وبتعريف أفضل لاستراتيجية الفصل المقلوب فهي استراتيجية تعتمد اعتماد كلي على التكنولوجيا وشبكات الإنترنت حيث يقوم فيها المعلم بإعداد مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية عن محتوى الدرس وكذلك يمكن للمعلم بث فيديو مباشر عبر أي تطبيق تواصل أو عبر الزوم ليدعم بهذه الطريقة الطلاب الذين يواجهون صعوبة في استيعاب مفهوم ما،. ليقوم الطالب بعرض هذه التسجيلات من المنزل على الهاتف الجوال أو الحاسوب أو اي جهاز عرض او بفتح التطبيق مباشرةََ ليتابع مع المعلم البث، ومن ثم يقوم بتدوين ملاحظاته وأفماره وأسئلته، ثم يذهب للمدرسة ويقوم هناك بحل الواجبات المعطاة من المعلم.
الهدف من استراتيجية الفصل المقلوب أو المعكوس:
- تشجع الطلاب على البحث والتوسع في المعلومات المقدمة إليهم، حيث في السابق كان الاعتماد الوحيد على الكتاب المدرسي الذي يقدمه المعلم أي مصدر واحد للمعلومات أما في الفصل المقلوب يمكن البحث فورياََ عن أي مصطلح جديد يذكره المعلم والحصول على أكثر من مصدر للتعلم.
- يحفز ويشجع الطلاب على القدوم إلى المدرسة وهم بكامل نشاطهم واستعدادهم، حيث يكون الطلاب جاهزين للدرس ومحضرين له تماماََ من أسئلة وملاحظات وغيره، من خلال التسجيلات التي تابعوها في المنزل.
- يتعلم الطلاب بالسرعة التي تناسب قدراتهم، حيث في الفصل التقليدي يقوم المعلم بشرح الدرس خلال مدة الحصة 45 دقيقة، ويمكن ان تكون هذه المدة لا تناسب احد الطلاب الذي يجري فهمه للمادة بمدة اطول، لذا الصف المعكوس حلاََ مثالياََ لهذه المشكلة، حيث بإمكان الطالب ان يتابع التسجيلات بالسرعة التي تناسبه حتى يفهم الدرس ويستطيع ان يطرح الأسئلة والملاحظات حوله.
- دعم التعاون والشراكة بين الطلاب، تعتبر هذه الاستراتيجية من أفضل الاستراتيجيات التي تدعم العمل الجماعي بمشاركة المهارات والمعارف التي تعلموها و اكتسبوها فيما بينهم حيث يمكن أن يكون الطالب قد لاحظ شيئاََ لم يلاحظه صديقه، عندئذ يمكنه مساعدته بذلك.
- التعامل مع مشكلة الغياب عن المدرسة، إذ أن في الغياب عن المدرسة قد يفوت على الطالب الكثير من المعلومات، لذا مع الصف المقلوب يتيح للطالب متابعة التسجيلات في الوقت الذي يناسب وقته الخاص بعيداََ عن الانشغال أو المرض أو غيره.
مزايا تطبيق استراتيجية الصف المقلوب:
- تساعد الطالب على اكتشاف مهاراته وخبراته وتشغيلها في اكتشاف وتحليل المعلومات.
- تقليل التكلفة المادية على المدارس التي كانت متكفلة بطباعة الكتب المدرسية وتوزيعها على الطلاب، وكذلك على الطلاب في جلب الاقلام والدفاتر وغيرها، حيث يقتضي الأمر لمتابعة الدرس بهاتف وورقة وقلم واهتمام قليل من الوالدين.
- يفتح فرصة أمام المعلم للتعرف على طريقة تفكير كل طالب لديه واكتشاف مهاراته.
- يشجع على استخدام التكنولوجيا بطريقة تعود بالفائدة على الطالب.
- يساعد الطلاب على استغلال خبراتهم لتحقيق التفوق والنجاح والتميز.
- متابعة الطالب لدروسه بوقت يكون مرتاح فيه، أي بعيداََ عن إرهاق الحصص التقليدية، والتشويش الذي يتبع التعب وعدم القدرة على تحصيل المعلومات وغيرها.
- يوطد العلاقة بين الطالب والمعلم، وكذلك بين الطلاب بعضهم مع بعض.
- إتاحة الفرصة أمام جميع الطلاب للمشاركة في الحصة الدراسية.
- استغلال المعلم للحصة الدراسية بطريقة أفضل أي بتوزيع الحصة على تقييم أداء الطالب ومهاراته في متابعة الدرس من المنزل، وعلى تركيز المفاهيم في الدرس من خلال أمثلة وغيره.
خطوات استراتيجية الفصل المقلوب أو المعكوس:
خطوات هذه الاستراتيجية بسيطة جداََ وليست معقدة، حيث يقوم المعلم بإعطاء الطلاب تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو للدرس القادم، ومن ثم يقوم الطلاب بمتابعتها في المنزل وتشكيل الأسئلة والملاحظات حولها.
وقد تكون هذه التسجيلات لدروس مادة الرياضيات أو العلوم أو اللغة العربية و غيرها، حيث يمكن تطبيقها على جميع المواد الدراسية.
وفي الحصة القادمة، يقوم المعلم بقياس مدى استيعاب الطلاب للدرس من خلال الاطلاع على ما كتبوه وقاموا بتحضيره.
بعد ذلك يبدأ بمراجعة أفكار الدرس ليتم تثبيتها عند الطلاب وإعطاء واجب لهم ليحلوه في الحصة نفسها و يتأكد المعلم من سير العملية بشكل ناجح.
ومما سبق نجد أن استراتيجية الفصل المقلوب أو المعكوس من الاستراتيجيات المختلفة عن غيرها كلياََ، والتي اعتمدت على الطالب بشكل كبير، وعلى الرغم من أن الطالب قد يواجه صعوبة بعض الشيء في بداية الأمر إلا أنه سيتجاوز الصعوبة ويعتاد على أن يكون هو المعلم لنفسه.