استراتيجية معنى الكلمة للتعلم النشط

استراتيجية معنى الكلمة وهي من استراتيجيات التعلم النشط التي تساعد الطلاب على تهيئة أذهانهم لاستقبال مفاهيم جديدة وتحليلها حتى فهمها وفهم معناها تماماََ، وتعد من أفضل الخيارات عند المعلم عند مواجهته لنص قد يكون مصدر شك وارتياب بالنسبة للطلاب لذا يقوم باختيار المفاهيم التي يعتقد أنها ستعيق الفهم عند الطلاب وينظمها في جدول

وهي تطبق بشكل فردي أولاََ ثم على شكل مجاميع يتم تقسيمها من قبل المعلم. 

الهدف من استراتيجية معنى الكلمة:

• استيعاب الطلاب للمفاهيم الجديدة المطروحة عليهم. 
• تعزيز مهارات المناقشة والتواصل الفعال بين الطلاب. 
• اتباع الطلاب لنموذج تخطيطي محدد وتعبئته حسب المعطيات.
• تنمية مهارات التفكير العليا لدى الطلاب. 
• ربط الاستراتيجيات المختلفة مع بعضها في الاستخدام. 

خطوات استراتيجية معنى الكلمة:

• بدايةََ يقوم المعلم باختيار المفاهيم والمصطلحات أو الكلمات من محتوى الموضوع الدراسي، والتي يعتقد أنها غريبة وستعيق الطلاب من فهم واستيعاب الدرس. 
• ثم يقدم لهم النموذج الآتي الخاص باستراتيجية معنى الكلمة. 

بحيث يشير الحرف (أ) إلى أن الطالب يعرف المعنى ويستخدم الكلمة أو المفهوم. 

أما الحرف (ب) يشير إلى أن الطالب يعرف المعنى ولكنه لا يستخدم الكلمة. 

والحرف (ج) يشير إلى أن الطالب رأى الكلمة ولكنه لا يعرفها. 

واخيراََ الحرف (د) يشير إلى أن الطالب لم يشاهد الكلمة من قبل ولم يسمع بها أبداََ. 

• بعد تقديم النموذج للطلاب، يبدأ كل منهم بكتابة ما يعرفه عن المفاهيم أو المصطلحات في النموذج في أعمدة أ، ب، ج، د. 
• بعد ذلك يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة. 
• عند انتهاء التقسيم، يبدأ أعضاء المجموعة بالمشاركة فيما بينهم والمناقشة حول معاني الكلمات والمصطلحات المتفق عليها. 
• أثناء مشاركة الطلاب فيما بينهم، يكون المعلم مراقب لعمليات المشاركة بين أفراد المجموعات. 
• من الممكن تطبيق استراتيجية المندوب أو المراسل من خلال:

1. ترشيح مندوب من كل مجموعة لإيجاد والبحث عن تفسير وشرح لمعاني الكلمات والمفاهيم التي لم توضح بعد وتفهم. 
2. يحاول الطالب أو المندوب فهم معاني الكلمات بشكل جيد حتى ينقلها إلى باقي أعضاء مجموعته. 

أمثلة على استخدام استراتيجية معنى الكلمة: 

مثال: قام المعلم في إحدى حصص الصف الأول الابتدائي بشرح استراتيجية معنى الكلمة للطلاب وشرح أهميتها ثم قرأ النص التالي عليهم:

عاصم و فواز ووليد ثلاثة أصدقاء يسكنون في منطقة فيلات وحدائق. 

منذ بداية العطلة الصيفية، وهم يجتمعون عصر كل يوم ليلعبوا كرة القدم. 

ذات يوم سقطت الكرة في حديقة إحدى الفيلات. اقترب عاصم من الباب، وراح ينادي العم خضري، فسمع صوته آتياََ من طرف الحديقة، توجه عاصم إلى مصدر الصوت، فوجد العم خضري جالساََ في غرفته على مقعد قديم، وقد بدا على وجهه الضيق والحزن. 

سأله عاصم عن حاله، فقال: لقد أصبت بالشلل كما ترى، وقد أوكلني أصحاب الفيلا على حراستها، وأنا لا أستطيع العمل ولا الحركة، فاذهب يا بني وخذ الكرة. 

أخبر عاصم صديقيه بإصابة عم خضري بالشلل، وفي اليوم التالي ذهبوا إلى زيارته، فقال لهم: إني أحمد الله على كل حال، لكن أكثر ما يوجعني، ويضايقني هو عدم الحركة، وبقائي سجيناََ بين جدران هذه الغرفة. 

خرج الأصدقاء من عند العم خضري، وقد عزموا على زيارته كل يوم للاطمئنان عليه ومساعدته.

قال عاصم لأصدقائه متأثراََ لحال البستاني الطيب: سأطلب من أبي أن يفحصه بين الحين والآخر، وأن يتابع حالته الصحية، ويتكفل بدوائه وعلاجه. 

قال فواز: ولكن هذا لا يكفي، فما رأيكم لو نعطيه نقود بين الحين والآخر، لا شك في أن راتبه قليل لا يكفيه بعد أن أصبح مقعداََ. 

قال عاصم: أفضل أن نساعده في حراسة الحديقة، ونجلب له الطعام، ونعتني به، ونجلس معه بعض الوقت لنخفف عنه ونسليه، فهو وحيد لا يجد من يؤنسه.

قال وليد متحمساََ: ماذا لو صنعنا له كرسياََ متحركاََ؟ ينقله من مكان إلى مكان، فجلوسه في غرفة مغلقة امرٌ صعب، وهو ما يزيد حزنه وضيقه. 

بعد تفكير قرروا أن يصنعوا للعم خضري كرسياََ متحركاََ. 

قال عاصم: عندنا كرسي متحرك قديم كان ينتقل به جدي، لكنه يحتاج إلى أربع عجلات ليتحرك. 

قال فواز: ونحن عندنا دراجة قديمة لا نستخدمها، ويمكننا أن نستفيد من العجلتين الكبيرتين. 

وقال وليد: دراجة أختي الصغيرة لا يستعملها أحد الآن، نأخذ عجلتين من عجلاتها، ونكمل العمل.

جهز عاصم صندوق العدة، واشترى بعض الصواميل والبراغي والمفكات، وعمل الأصدقاء طوال اليوم ليثبتوا العجلات الأربع في الكرسي، ويجعلوا العجلتين الصغيرتين تدوران بسهولة يميناََ ويساراََ. وقام فواز بتثبيت المقبضين في أعلى ظهر الكرسي. 

دفع عاصم الكرسي امامه، فتحرك بسهولة، ومن ورائه سار وليد وفواز. كانوا سعداء حينما وصلوا إلى عم خضري الذي نظر إلى الكرسي بدهشة وإعجاب، ولما عرف أن الكرسي كان قديماََ، وأصلحوه له بأيديهم شكرهم، ودعا لهم. ثم حملوه، وأجلسوه برفق في الكرسي المتحرك، ودفعوه ليتجول معهم في الحديقة. 

سُرّ العم خضري وقال: الحمد لله، خرجت من الغرفة، ورأيت الدنيا من جديد. 

بعد فترة قصيرة تعلم عم خضري كيف يقود الكرسي بنفسه، وصار عاصم يأخذه كل يوم في نزهة خارج حديقة الفيلا. 

بعد انتهاء المعلم من قراءة النص، قدم للطلاب النموذج الذي أعده هو عن المفاهيم الغريبة في النص والتي ستعيق فهم الطلاب للقصة والمغزى منها، فكان الآتي:

يبدأ كل طالب بتعبئة النموذج حسب ما يعرفه، ثم يقيم المعلم الطلاب إلى مجاميع. 

ويبدأ أعضاء المجموعة بالمناقشة فيما بينهم عن معاني الكلمات حتى انتهاء الحصة وبإشراف من المعلم. 

وبذلك تكون استراتيجية معنى الكلمة التي أثبتت فعاليتها ونجاحها في تعزيز مهارات التفكير العليا عند الطلاب.