مما لاشك فيه أن العملية التعليمية اليوم تواجه الكثير من العقبات والمصاعب ولعل من ضمن أبرز هذه العقبات هو عدم رغبة الطالب في الحصة الدراسية وعدم اهتمامه لها، فـ نجده جامداََ يشعر بالملل وينتظر بفارغ الصبر حتى انتهاء الدوام المدرسي والعودة للمنزل، ولحل هذه المشكلة اُقترحت مجموعة من استراتيجيات تحفيز الطلاب على الدراسة وهي وسائل ومقترحات تعليمية تساعد الطالب على تجاوز مرحلة الجمود إلى مرحلة أكثر حماس ومتعة، بحيث يصبح بها الطالب منتظراََ لقدوم الحصة بدلاََ من انتهائها، ويقوم عن طريقها المعلم بمساعدة الطلاب للنجاح والتفوق والتميز.
ومن أهم استراتيجيات تحفيز الطلاب على الدراسة:
التعلم الذاتي والشخصي:
توجد بعض المفاهيم والمعلومات الجديدة على الطلاب والتي يستصعبون فهمها، لذا من الجيد أن يتعلم الطلاب بأنفسهم ويكتشفون معاني المفاهيم الجديدة. حتى تترسخ تلك المعلومات لديهم وتبقى معهم للأمد البعيد.
ويمكن منح فرصة التعلم الذاتي للطلاب من خلال تطبيق عدة استراتيجيات للتعلم النشط والتي تعتمد اعتماد كلي في التطبيق على الطالب وبإشراف من المعلم.
إشراك الطلاب في تحديد الأهداف
وجود أهداف واقعية ومبنية على أساس صحيح، يساعد الطلاب على تحفيز مهاراتهم وتفكيرهم وبذل جهدهم في الحصة الدراسية، وكذلك فكرة أن الطالب يحدد الأهداف التي عليه أن ينجزها لها وقع مختلف في نفسه وتساعده على بذل الكثير والكثير .
إعطاء الطلاب صلاحيات التصرف في الحصة
عندما يقوم الطلاب بالبحث عن مواد التدريس واكتشافها، لتقديمها لأنفسهم وزملائهم فإن ذلك يحفزهم على التعلم حيث أنه لهذه الطريقة سيتمكن الطلاب من فهم المواد بشكل أفضل وكذلك ربط أنفسهم بالموضوع الدراسي والتعمق فيه حتى يتمكنوا من عرضه أمام باقي الزملاء بكل اريحية.
حب المعلم للمادة:
دائماََ ما تترافق مشاعر الحب مع الحماس والتحفيز، لذا عند شعور الطلاب باحب المعلم للمادة التي يعطيها سيشعرون بالمعلومات تدخل إليهم بشكل اسرع واسلس، ويمكن القول أن مشاعر الحب هي المشاعر الوحيدة التي تجعل الطلاب متحفزين للتعلم والعمل، وفي حال كان المعلم غير مهتم وغير مبالي بالمادة التي يقدمها سيكون الطلاب مثله ايضاََ غير مبالغين ولا مكترثين بالمادة ومعلمها.
توفير بيئة آمنة ومريحة للطلاب
يعتبر توفير وسط مريط من أساسيات التحفيز للدراسة ويقصد بالوسط المريح أي الوسط البعيد عن مصادر الخوف والقلق كالخوف من الرسوب والفشل او من الدرجات المنخفضة والتي ستؤدي إلى عقبات في وجه الطالب على المدى البعيد. لذا من المفضل توفير الراحة والأمان للطالب وتشجيعه على إبراز مهاراته وقدراته.
ابتكار جو من المنافسة الايجابية و الشريفة:
يعد طرح مسابقات وأنشطة بين الطلاب أمراََ فعالاََ في خلق جو من المنافسة وبالتالي تحفيز الطلاب وتشجيعهم على المثابرة والاجتهاد للفوز في النهاية، وهذا يعطي لديهم دافع دائماََ للتقدم.
التواصل الإيجابي مع الطلاب:
يقصد بالتواصل الإيجابي هنا هو تواصل المعلم مع الطلاب لنعرفك المهارات والخبرات التي يملكها كل طالب أو اكتشافها لديه من خلال أنشطة تناسب كل المستويات بعيداََ عن اقتصار المعرفة على الاسم والعمر وأحلام المستقبل وغيرها.
تجديد طريقة التعليم:
لا يجب أن تقتصر العملية التعليمية على جلوس الطلاب في الصف وتلقيهم للمعلومات من قبل المعلم بطريقة نظرية بل يجب اتباع أنشطة مختلفة حركية وعملية او القيام برحلات وزيارة مواقع اثرية او مواقع تغني معارفهم، أو القيام بمشاهدة فيديوهات علمية أو حتى ترفيهية لكسر الحاجز بين الطلاب والمعلم، وكسر الملل لديهم.
إدخال التكنولوجيا إلى الفصل:
مع انتشار واتساع رقعة التكنولوجيا في العالم، كان من الضروري للمعلم استخدامها في الحصة الدراسية لما لها من فوائد وآثار إيجابية على الطلاب، ويمكن استخدامها من خلال الفيديوهات أو المؤثرات والتسجيلات الصوتية أو باستخدامها كلياََ للكتابة بدلاََ عن الورقة والقلم.
النقد الفعال والإيجابي:
لا شك أن طريقة النقد تلعب دور كبير إما في زيادة تحفيز وتشجيع الطلاب لتطوير مهاراتهم أو إلى قمعهم وشعورهم بالإحباط والفشل عند أول خطأ لهم، لذا من الضروري أن يقوم المعلم باختيار كلماته بعناية ليكون النقد إيجابي عندما يخطئ الطالب ليساعده على تصحيح خطأه وعدم تكراره وكذلك تطوير مهاراته بعيداََ عن الإحباط والسلبية.
تقديم المكافآت:
من الضروري أن يشعر الطالب بإنجازه وأن المعلم مقدر له ويقيمه، لذا يمكن للمعلم اختيار هدايا بسيطة لطلابه مثل ملصقات تشجيعية او شهادات تقدير او هدايا صغيرة رمزية لتذكرهم بنجاحهم وأنهم اجتازوا السباق الذي طرحه عليهم المعلم، وذلك يساعدهم أيضاََ ويحفزهم لتطوير مهاراتهم والدراسة للحصول على المكافأة والاحتفال بها.
العمل الجماعي:
فكرة استراتيجية العمل الجماعي تقوم على منح الطلاب شعور المتعة والحماس في الحصة الدراسية، من خلال تشكيل مجاميع صغيرة من قبل المعلم وطرح أنشطة عليهم، ليتعاونوا ويتشاركوا فيما بينهم لإنجاز المهام والأنشطة المطلوبة منهم
وفي الختام نذكر أن استراتيجيات تحفيز الطلاب على الدراسة كثيرة ولكن كانت هذه أبرزها والتي أثبتت فعاليتها وحققت النجاح في تعزيز استجابة الطلاب للحصص الدراسية مع المعلم.
على كل معلم اخذها بعين الاعتبار