استراتيجية الطاولة المستديرة وهي من استراتيجيات التعلم النشط التي تقوم على تشكيل حلقة مغلقة من الطلاب حول طاولة مستديرة لخلق جو من التعاون والتشارك فيما بينهم، من خلال عدة خطوات تعزز من هذا التعاون حتى إنجاز المهام المطلوبة من المعلم، أو حل المشكلات وغيرها.
وهي من الاستراتيجيات التي تناسب كل المراحل العمرية بغض النظر عن مهارات الطلاب حيث أنها تتيح الفرصة أمام الطلاب للاستفادة من خبرات بعضهم.
وكذلك إن استراتيجية الطاولة المستديرة تناسب كل المواد الدراسية، حيث يقترحها المعلم مثلاََ في الرياضيات لتقييم فهم الطلاب لخطوات مسألة ما. أو في العلوم لتعداد مكونات جسم ما، وعلى غرار هذه الأمثلة الكثير.
الهدف من استراتيجية الطاولة المستديرة:
- تعزيز التعاون والمشاركة فيما بين الطلاب.
- استفادة الطلاب من خبرات زملائهم في الصف الدراسي.
- تقييم المعلم لتقدم أداء طلابه في الفصل.
- تنمية مهارات تدوين الملاحظات، حل المشاكل ،طرح الأسئلة، حل الأسئلة.
خطوات استراتيجية الطاولة المستديرة:
- يبدأ المعلم أولاََ بتقسيم الطلاب إلى مجاميع صغيرة، مؤلفة من 4 إلى 5 طلاب.
- ثم يختار المعلم طالب من المجموعة ليكون هو طالب البداية من كل حلقة بإستخدام تقنية الورقة وقلم الرصاص.
- بعد ذلك يطلب المعلم من الطلاب بالتعاون فيما بينهم بتنفيد مشروع مثل لوحة رسم أو اقتراح حلول لمشكلة ما أو موضوع معين لاقتراح أسئلة عليه أو اقتراح فكرة لبناء الملاحظات عليها أو سؤال مفتوح الإجابات أي له إجابات عديدة.
- بعد طرح المعلم للمشكلة أو الموضوع، يبدأ طالب البداية الذي اختاره المعلم بكتابة ملاحظاته وحلوله وعندما ينتهي يبدأ الطالب الثاني يليه الثالث حتى انتهاء طلاب المجموعة، ثم يتناقشون فيما بينهم ويتبادلون الأفكار حول الحلول التي اقترحها كل طالب منهم ويجرون التعديلات عليها في حال اقتضت الحاجة.
- عند انتهاء الطلاب من الكتابة، يبدأ المعلم بتقييم حلولهم ومقترحاتهم النهائية حول الموضوع.
- يثني المعلم على جهود المجاميع التي نجحت في الخل بشكل صحيح، أما التي لم تنجح بالحل بشكل جيد أو كانت إجابتها ناقصة، عندئذٍ يقوم المعلم بتوزيع طلاب هذه المجموعة إلى مجموعات أخرى حتى يستفيدوا من خبرات الطلاب الآخرين.
أمثلة على استخدام استراتيجية الطاولة المستديرة:
مثال: في إحدى حصص العلوم، قام المعلم بشرح استراتيجية الدائرة المستديرة للطلاب ومن ثم اختار مجموعة من الطلاب لينمذج الطريقة أمام باقي الطلاب، وكانت المجموعة المختارة (تيم، توفيق، باسل، بسام).
بدأ المعلم: عدد مكونات الخلية العصبية و اذكر وظيفة كل مكون:
ويختار باسل ليكون هو طالب البداية.
يبدأ باسل بكتابة إجابته: جسم الخلية، وهو مسؤول عن إنتاج البروتين والإنزيمات والطاقة اللازمة لأداء وظيفتها.
ثم يبدأ بسام في الكتابة: الزوائد الشجرية، وهي مسؤولة عن نقل الإشارات والسيالات الكهروكيميائية العصبية من وإلى العصبونات في الخلايا المجاورة.
ينتهي بسام ويبدأ تيم: تنقل السيالات من وإلى العصبونات عن طريق الزوائد أو التفرعات في الزوائد الشجرية وهي التغصنات.
وأخيراََ يكتب توفيق: المحور، وظيفته نقل السيالات العصبية على شكل سيالات كهربائية تسمى جهد الفعل بعيداََ عن جسم الخلية.
بعد الانتهاء من كتابة الطلاب لأجوبتهم، يبدأ المعلم بتقييم حلولهم ومن ثم يثني عليهم جهودهم.
وبعد انتهاء المثال، يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجاميع من أربعة طلاب، ثم يختار طالب بداية من كل مجموعة.
ويقترح عليهم السؤال التالي للإجابة عليه: عدد مكونات غشاء الخلية.
تبدأ طلاب كل مجموعة بشكل متتالي فيما بينهم بدءاََ من طالب البداية إلى الطاليب الأخير في الحلقة بكتابة اجوبتهم والتعديل على اجاباتهم في حال الحاجة لذلك.
وبعد انتهائهم من التدوين والكتابة يقيم المعلم جهودهم ويثني عليها، وفي حال عدم نجاح احدى المجموعات، يوزع المعلم طلابها على بقية المجاميع لتبادل الخبرات فيما بينهم والاستفادة منها حتى نجاحهم كـ باقي زملائهم في الفصل.
مثال 2: في إحدى حصص الرياضيات، قام المعلم بشرح استراتيجية الدائرة المستديرة للطلاب ثم قسم الطلاب إلى مجاميع من خمسة طلاب.
واختار من كل مجموعة طالب بداية أي ليبدأ هو بالحل.
وطرح المسألة التالية على الطلاب. تخيل أنك مسؤول عن أحد الأماكن والمنشآت التي تقوم بتقديم احد الخدمات السياحية، قم بحساب عدد الزبائن والرواد على المنشأة صيفاََ وشتاءََ والمقارنة بينهما موضحاََ سبب الزيادة والنقصان.
يبدأ طالب البداية الذي اختاره المعلم من كل مجموعة بكتابة بداية حل المسألة والفرضيات الأولى لها، وعندما ينتهي يبدأ الطالب الثاني بالحسابات يليه الثالث حتى انتهاء طلاب المجموعة كاملة من حل المسألة، ثم يتناقشون فيما بينهم ويتبادلون الأفكار حول الحلول التي كتبت والفرضيات التي طُرحت، ويمكن أن يقوموا ببعض التعديلات.
بعد ذلك يبدأ المعلم بتقييم حلولهم ومقترحاتهم النهائية حول الموضوع.
وفي الختام يثني المعلم على جهود المجاميع التي نجحت ويساعد الطلاب الذين كان حلهم ناقصاََ في الاستفادة من خبرات زملائهم.
وبانتهاء استراتيجية الطاولة المستديرة نجد أنها كانت استراتيجية قوية التأثير على العملية التعليمية وأضافت إليها المزيد من الدعم في تطوير مهارات الطلاب.