ينتمي مرض التوحد إلى مجموعة اضطرابات التطور المسماة بـ اضطرابات في الطيف الذاتوي، وهو اضطراب يظهر في سن الرضاعة قبل أن يصل الطفل إلى عمر ثلاث سنوات.
ويتم ملاحظته من خلال استجابات الطفل او عدمها وحركاته وغيرها من قبل الأهالي ليتم عرضه على الطبيب المختص.
ويساعد الكشف المبكر في مساعدة الطفل على عيش حياة أقرب زبى أن تكون طبيعية خالية نوعاََ ما من الاضطرابات السلوكية والاجتماعية في العلاقات مع الآخرين وكذلك لغوية.
وتأتي أهمية الكشف المبكر في ضمان تعليم أطفال التوحد على صغر وبطرق لا تشابه الطرق العادية حيث أن استجابتهم للتعليم عن طريق اللعب تكون أفضل، لذا من المفضل أن يكون المعلم مختصاََ ومساعداََ للطالب ومقدراََ صعوباته في التعلم حتى يضمن نجاحه وتفوقه بالرغم من اضطراب التوحد. و بملاحظة ومراقبة المسابقات والاختراعات نجد أن أطفال مرضى التوحد قد حققوا الكثير ولكنهم فقط بحاجة ليد تساعدهم وتقدم لهم استراتيجيات تعليم خاصة بأطفال مرضى التوحد.
ولعلّ من أبرز هذه الاستراتيجيات:
ضبط تصرفات المعلم:
يجب أن تكون تصرفات المعلم مع الطفل وفق ضوابط محددة، تتمثل بـ:
- الانتباه إلى الصوت بحيث يجب أن تكون نبرة الصوت هادئة، واضحة، ولا تحمل أي حدة.
- لا يجب أن يكون الصوت عالياََ بل منخفضاََ.
- إعطاء توجيهات وتعليمات بسيطة وقصيرة حيث أن أطفال مرضى التوحد يواجهون صعوبة في حفظ وتذكر التوجيهات والتعليمات الطويلة والمعقدة.
- يجب أن يقدم محتوى الدرس على شكل أجزاء، وينتظر أن ينتهي الطالب من إنجاز مهمة الجزء الأول، حتى يقدم له الجزء الثاني لينجز مهامه.
- يجب أن تقسم التعليمات والتوجيهات إلى أجزاء بحيث يمكن التعامل معها، ومن ثم تقديمها للطفل.
استخدام استراتيجية التعميم في المواقف المختلفة:
يعاني أطفال مرضى التوحد من ربط المهارات او السلوكيات او الادوات بمكان ومواقف محددة، كأن نقول أن طفل التوحد يربط استخدام الصحن والملعقة في المنزل فقط دون أن يدرك بأنه يمكنه استخدامها خارج المنزل، لذا يمكن ربط المواضيع التعليمية بمواقف حياتية.
إدخال التكنولوجيا إلى الفصل الدراسي:
تلعب التكنولوجيا دور كبير في تحسين استجابة اطفال مرضى التوحد للحصة والدرس، لذا من الممكن أن يقوم المعلم بإدخال التكنولوجيا إلى الصف، من خلال استخدام التعليم البصري عن طريق مقاطع الفيديو، أقراص CD, DVD ، التلفزيون، واللاب توب وغيرها..
ويمكن استخدام الحاسوب /اللابتوب لتسهيل التواصل مع الأطفال حيث أن معظمهم يفضل الكتابة بدلاََ عن الكلام.
استخدام أدوات التعليم بعناية:
تسهم أدوات التعليم المنقاة بجهد من المعلم في تسهيل عملية وصول المعلومات بشكل أسرع ولتعزيز هذه الطريقة مع الطلاب الذين يعانون من مرض التوحد، يمكن استخدام اهتماماتهم و أشياءهم التي يفضلونها في التعليم، مثل لو كان الطالب يحب السيارات الصغيرة، يمكن للمعلم استخدام هذه السيارات في تعليم الألوان، أو في تعليم الأرقام، أو في تعليم الانتظام وترتيب الأدوار.
استخدام الألعاب التعليمية:
يفضل أطفال مرضى التوحد التعلم عن طريق اللعب، لذا كن مرحاََ في الحصة الدراسية وشارك لعبة الطفل المفضلة واستخدمها لإيصال المعلومات، وقم بتحديد أهداف واضحة للطفل لاستخدامها في اللعبة بطريقة يسهل إيضاحها للطفل.
علاج المشاكل تدريجياََ:
يواجه أطفال التوحد العديد من المشاكل السلوكية، لذا يجب على المعلم أن يقوم بتحديد هذه المشاكل عند كل طفل وتجهيز قائمة بها، ثم تحديد أولويات هذه المشاكل واولويات سلوكياتها، واختيار الأهم منها للبدء بمعالجتها، حتى يصل الطفل زلى المستوى السلوكي المطلوب، ثم ينتقل المعلم إلى المشكلة الثانية ويعالجها. ولكن الجدير بالذكر أن معالجة كل السلوكيات دفعة واحدة قد لا يعود بالنفع كثيراََ لذا يجب تدريج معالجتها.
الابتعاد عن الأسئلة المفتوحة:
تسهم الأسئلة المفتوحة في جعل الطالب مرتبكاََ ويشعر بالخجل والإحباط من احتمال فشله، لذا يفضل دائماََ الأسئلة المغلقة والتي تقتصر إجابتها على نعم أو لا، وهي أثبتت فعاليتها في إزالة عوامل الخوف والقلق لدى الطالب ومساعدته على النجاح.
انتقاء أدوات التعزيز بعناية:
تشكل أدوات التعزيز دوراََ كبيراََ في تحفيز الطلاب للحصة الدراسية وجعلهم في قمة التركيز واليقظة، لذا على المعلم انتقاء واختيار هذه الأدوات بعناية، وبسبب كون أطفال مرضى التوحد لديهم مشكلة التعلق بالأشياء والتي تشكل عائق أمام المعلم في الحصة لأنها تشتت انتباه الطالب، يمكنه عندئذ المعلم اختيار هذه الأشياء كأدوات تعزيز مما يجذب انتباه الطلاب.
استخدام ألعاب التفاعل:
اطفال مرضى التوحد دائماََ بحاجة لنشاطات وألعاب تساهم في تفعيل التواصل بينهم وبين الآخرين لتقوية وسطهم الاجتماعي بعيداََ عن العزلة التي يمكن أن تكون في الحالات المتقدمة من التوحد.
لذا استخدام الألعاب التفاعلية مثل رمي الكرة بين طرفين أو حل نشاط سويةََ أو المشاركة في ترتيب السيارات من الأكبر حجماََ إلى الأصغر. حتى يتشجع الطلاب على كسر الخجل والخوف فيما بينهم.
وبذلك تكون استراتيجيات تعليم أطفال مرضى التوحد، التي أثبتت فاعليتها في مساعدة طلاب مرضى التوحد على التعلم بطرق مبسطة وبطرق تناسب مهاراتهم وقدراتهم العقلية دون تعب او ارهاق لهم.