تعد استراتيجية البطاقات الملونة من استراتيجيات التعلم النشط والحديث الذي كان هدفه تعزيز وتهيئة الطالب على تلقي المعلومات بدور أكثر فاعلية ونشاط وأكثر حيوية أي من خلال تحليل هذه المعلومات الواردة إلى ذهنه إلى مجموعة من الأفكار والمبادئ والنقاط التي تساعده على ترسيخ هذه المعلومات في ذاكرته على المدى البعيد.
لذا فإن استراتيجية البطاقات الملونة تعتبر من الاستراتيجيات التي لا يمكن الاستغناء عنها نظراً لأهميتها الكبيرة.
ويقوم المبدأ العام لها على تقسيم المعلم للطلاب إلى مجموعات صغيرة مع مراعاة اختلاف المستويات والمهارات والقدرات العقلية والفكرية، ومن ثم كتابة أسئلة عن محتوى درس يختاره هو على مجموعة من البطاقات الملونة.
الهدف من استراتيجية البطاقات الملونة:
تتميز استراتيجية البطاقات الملونة بالعديد من الأهداف والمزايا التي تهدف كلها وتصب في مصلحة الطالب والعملية التعليمية على حد سواء، ولعل من أبرز هذه الأهداف:
- تقديم تغذية راجعة للمعلم عن مدى تقدم الطلاب و فهمهم واستيعابهم للموضوع الدراسي المحدد والمختار لهم.
- تنمية مهارات العمل الجماعي عند الطلاب وتعزيز وترسيخ فكرة التعاون لديهم.
- تنمية مهارات التفكير الإبداعي والتحليل المنطقي للأفكار والمعلومات الواردة في الدرس.
- تشجيع الطلاب على استخدام مهاراتهم وخبراتهم الكامنة في سبيل العملية التعليمية،لتكون هذه الاستراتيجية ممتعة وتحفيزية.
- تحفيز الطلاب على الاجتهاد والتفوق والنجاح في الدراسة.
- تفعيل دور الطالب في الحصة الدراسية من خلال استجابته لكل المهام والواجبات التي يفرضها المعلم.
- تعبير الطلاب عن أفكارهم بحرية ووضوح.
- اعتماد الطلاب على أنفسهم وتحملهم المسؤولية الكاملة في فهم المعلومات.
خطوات استراتيجية البطاقات الملونة:
- بداية تطبيق الاستراتيجية تكون من خلال تقسيم المعلم للطلاب إلى مجاميع صغيرة بحيث أن تكون هذه المجاميع متناسبة و متكافئة من حيث مهارات وقدرات الطلاب، أي من فهم وتحليل وتفسير المعلومات الواردة في المحتوى الدراسي حتى لا يحدث خلل في المجاميع فيما بعد أو أن تكون مجموعة ناجحة على حساب مجموعة أخرى وبذلك تكون الاستراتيجية قد فشلت.
- يراعي المعلم أيضاََ أثناء تقسيم الطلاب إلى مجاميع أن يكون التقسيم مناسباََ لعدد طلاب الصف، حيث إذا كان عدد الطلاب كبير عندئذٍ يمكن تقسيم المجاميع إلى خمسة طلاب لكل مجموعة، أما إذا كان العدد أقل عندئذٍ يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أو أربعة طلاب حتى يكون الوضع متناسق.
- وأيضاً من الأشياء التي يجب مراعاتها هو أن يقوم المعلم بتخصيص لون واحد لكل مجموعة، أي أن كل بطاقة تحمل لون محدد فهي مخصصة لـ مجموعة، ولا يجب أن تشترك مجموعة أخرى في نفس اللون، على سبيل المثال إذا كان اللون الأحمر مخصص للمجموعة رقم واحد فلا يجب أن تتشارك به وتحمله أي مجموعة أخرى.
- بعد ذلك يقوم المعلم بتحضير البطاقات لكتابة الأسئلة عليها وممكن كتابة سؤال عليها أو سؤالين حسب اختيار المعلم.
- بعد توزيع البطاقات يقوم طالب وهو الطالب الأول من كل مجموعة بقراءة البطاقة مع السؤال المكتوب عليها، ثم يقوم طالب وبصوت مسموع وواضح بتوجيه السؤال إلى باقي أعضاء المجموعة، حتى تبدأ المناقشة والتفكير فيما بينهم للبدء في طرح حلول، مع مراعاة أن يكون الصوت عالي لتحقيق الاستفادة المرجوة وتبادل الخبرات.
- لا يوجد وقت محدد في زمن تطبيق الاستراتيجية حيث يمكن أن يسمح المعلم للطلاب باستمرار تنفيذهم للاستراتيجية حتى انتهاء الحصة ليضمن اشتراك جميع الطلاب.
- ولضمان تأكد المعلم من وصول المعلومات وترسيخها عند جميع الطلاب، يقوم بتحفيز وتشجيع الطلاب اولاََ، ثم يقوم بتصحيح الأخطاء في حال وجدت وتلافيها حتى لا تتكرر مرة أخرى، وكذلك يقوم بتوجيه بعض المعلومات الناقصة أي يكمل عليها حتى تصبح كاملة في ذهن الطالب.
أمثلة على استخدام استراتيجية البطاقات الملونة:
مثال 1: تبدأ الحصة بتقسيم المعلم للطلاب بشكل متناسق ومتكافئ إلى مجاميع من أربعة طلاب بحيث كان العدد النهائي للمجموعات 4.
ويقوم بتوزيع الألوان على المجاميع بالشكل الآتي:
اللون الأخضر للمجموعة (1).
اللون الأبيض للمجموعة (2).
اللون الأصفر للمجموعة (3).
اللون الأزرق للمجموعة (4).
ويبدأ بكتابة الأسئلة على البطاقات:
- عدد تلاميذ الصف الرابع في المدرسة هو 63 تلميذ، كم تلميذ يتعلم في الصف الرابع (ب) إذا علمت أنه في الصف الرابع (أ) 35 تلميذ؟
- اشترت حنين 19 قلم حبر و25 قلم رصاص، و3 محايات و16 دفتر، ما هو عدد اللوازم المدرسية التي اشترتها حنين؟
- في الصف الخامس يوجد 17 ولد و20 بنت، حضر إلى المدرسة منهم 24 تلميذ، كم تلميذ لم يحضر؟
- في موقف المركز التجاري 80 مركبة، منهم 47 سيارة، و10 باصات، والباقي شاحنات، ما هو عدد الشاحنات عند موقف المركز التجاري؟
واكتفى بكتابة سؤال واحد على كل بطاقة ووزع كل بطاقة لطلابها، وبدأ الطالب بقراءة السؤال لمجموعته ثم تبدأ المناقشات للحلول.
ويتم اطلاع المعلم عليها.
وفي الختام يشكر المعلم طلابه ويمدحهم.
وبهذا تكون استراتيجية البطاقات الملونة التي لوّنت حياة وعقول الطلاب بالمعرفة والعلم، وساعدتهم على ترسيخ المعلومات بشكل أفضل وأكثر دقة.