حظيت استراتيجيات التعلم النشط بشهرة كبيرة نتيجة النجاحات الكبيرة التي حققتها في مساعدة العملية التعليمية على النهوض والتقدم بجهود الطلاب وليس المعلم، أي أن الطالب أصبح هو العنصر الأساسي في الحصة الدراسية من خلال استخدامه لمهارات وخبرات عديدة في سبيل الحصول على المعلومات بشكل احترافي، ويمكن تفسير سبب نجاح هذه الاستراتيجيات بسبب كونها مبنية على أسس محددة وعلمية، ومبنية على أهداف واضحة وصريحة تتمثل في تفعيل دور الطالب في الحصة الدراسية، وخلق جو من الحماس والمتعة في الحصة، وكذلك جو من التعاون والعمل الحماعي بين الطلاب، وكذلك قامت هذه الاستراتيجيات على مجموعة من الخطوات البسيطة التي سهلت على الطلاب فهم واستيعاب معلومات المحتوى المطروح ومن جهة أخرى حفزت لديهم المشاركة والرغبة في التفاعل مع المعلم، ولعلَّ كان من ضمن أبرز هذه الاستراتيجيات، استراتيجية التعلم باللعب.
استراتيجية التعلم باللعب:
هي من الاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي حققت نجاحا كبيرا مع الأطفال من خلال توظيف اللعب للحصول على المعلومات والتعلم وتنمية المهارات الإبداعية والقدرات الوجدانية والعقلية لدى الطفل، وقد أكدت معظم الدراسات فاعلية اللعب في تعلم الأطفال، حيث أن اللعب وسيلة لتعبير الطفل عن ما يشعر به من خلال اللعب بالصلصال أو الدمى أو المكعبات وغيرها.
أنواع الألعاب المستخدمة في استراتيجية التعلم باللعب:
- ألعاب الذكاء وهي التي تقوم على سرعة البديهة حتى الفوز وكذلك على تنميه الذكاء وتفعيل استخدامه بنجاح في الدرس، ومن تلك الألعاب، ألعاب البازل والكلمات المتقاطعة، والفوازير، المتاهة وغيرها.
- ألعاب الدمى، وهي من أكثر الألعاب المفضلة عند الطفل و المحببة لديه، وخاصة تلك الدمى التي تشبه شخصيات كرتونية (توم وجيري، سبونج بوب، بين 10 وغيره..)، وكذلك أيضاََ تلك الدمى التي تكون على شكل أدوات مطبخ وأدوات صيد، السيارات، والقطارات، والحيوانات وغيره من الألعاب.
- ألعاب الحظ حيث تعمل هذه الألعاب على زيادة التحفيز والحماس عند الطلاب مثل الثعابين والسلالم، ألعاب التخمين، الدومينو.
- الألعاب الحركية، مثل ألعاب القفز، المصارعة، التوازن، الرمي، السابق، الجري، التوازن، ألعاب الكرة.
- الألعاب التمثيلية، مثل لعب الأدوار، والتمثيل المسرحي.
شروط تطبيق استراتيجية التعلم باللعب:
- أن يختار المعلم ألعاب لها أهداف تربوية واضحة ومحددة وكذلك تجذب انتباه الطلاب وتثير حماسهم.
ومن هذه الألعاب:
- لعبة البحث عن الكلمة المفقودة
وهي لعبة تقوم على لوحة من الحروف بحيث يقوم المعلم باختيار كلمات وَليبحث الطلاب عنها في هذه اللوحة، سواء أفقياََ أو عمودياََ.
- لعبة من أنا:
وهي لعبة تستخدم لتمييز إحدى الحرف عن غيره، سواء زن كان متصلاََ أو منفصلاََ أو بشكل منطقي أو كتابي.
- لعبة قطع الدومينو:
وهي لعبة يمكن استخدامها في مكونات الأعداد، بحيث يقسم المعلم الطلاب إلى مجاميع ويُعطى لكل منها مجموعة من قطع الدومينو، ويطلب منهم اختيار مكونات الأعداد، بحيث وتفوز المجموعة الأسرع.
- أن يكون دور الطالب في اللعبة واضح ومحدد.
- أن يتم اختيار لعبة قواعدها سهلة وواضحة للطلاب.
- أن يتم اختيار لعبة مناسبة للوسط المحيط بالطالب.
- أن تناسب اللعبة جميع الطلاب باختلاف مهاراتهم وقدراتهم.
الهدف من استراتيجية التعلم باللعب:
تتميز استراتيجية التعلم باللعب بالعديد من الأهداف التي جعلت منها عنصراََ فعالاََ في الحصة الدراسية، ومن هذه الأهداف، نذكر:
- خلق جو من التفاعل الإيجابي بين الطلاب مع بعضهم البعض، وكذلك مع البيئة المحيطة بهم بجو من اللعب والمرح.
- تزيد الألعاب من حماس الطلاب للحصة الدراسية.
- تجذب انتباه الطلاب إلى الدرس.
- تنمية المهارات والقدرات العقلية للطلاب.
- تسهيل فهم المعلومات واستيعابها عند الطلاب، وبالتالي تخزينها على الذاكرة بعيدة الأمد.
- حل بعض المشكلات التي يواجهها الطلاب أثناء الدرس.
- تحفيز الطلاب على الاجتهاد والمثابرة في الدرس.
- تفعيل دور الطالب في الحصة الدراسية من خلال تفاعله ومشاركته.
خطوات تطبيق استراتيجية التعلم باللعب:
يجري تطبيق الاستراتيجية وفق عدة مراحل تتمثل بـ:
- مرحلة تحديد الأهداف: وهي المرحلة التي يقوم فيها المعلم بتحديد كل من الأهداف والمعارف والمهارات والسلوكيات المراد اكتسابها بعد تطبيق الاستراتيجية، وكذلك تحديد مهارات وخبرات ومستويات طلابه.
- مرحلة اختيار اللعبة: وهي المرحلة التي يختار فيها لعبة تكون أهدافها تلائم الأهداف التي سبق له أن حددها، وكذلك أن تكون قواعدها بسيطة وغير معقدة، وأن تكون مناسبة لجميع الطلاب.
- مرحلة تهيئة الموقف: أي وتحديد الأدوار لكل مجموعة مع طلابها، وكذلك بشرح كل المعلومات اللازمة لتنفيذ اللعبة، وأخيراََ المحافظة على انضباط الصف وتجهيزه لإتمام اللعبة بأريحية.
- مرحلة إلقاء التعليمات: أي بشرح قواعد اللعبة للطلاب، وشرح العلاقة بين اللعبة والأهداف المرجوة الدرس المطروح.
- مرحلة اللعب: وتتضمن تأكد المعلم من سير اللعبة بشكلها الصحيح أي من خلال تفاعل الطلاب وإيجابياتها، وكذلك أن يقوم المعلم بالتنقل بين الطلاب كصديق لهم وليس معلم لإعطاء حرية أكبر للطلاب.
- مرحلة التقويم: وتتضمن المستوى الأول الذي يكون أثناء تطبيق اللعبة من خلال جمع الملاحظات عن الطلاب وتدوينها، وكذلك توجيه الطلاب للعب بشكل صحيح. أما المستوى الثاني فيكون بعد انتهاء اللعبة من خلال تحديد المعلم إن كان الطالب قد مارس اللعبة وتعلم المهارات والمعلومات المطلوبة من الدرس.
وبذلك الشكل تكون استراتيجية التعلم باللعب، التي تدمج بين العملية التعليمية واللعب في سبيل حصول الطالب على المعلومات بطرق أكثر متعة وحماساََ.