كان طرح استراتيجيات التعلم النشط من قبل الباحثين متوافق تماماََ مع الفترة التي تمر بها العملية التعليمية من سلبية وتراجع وتدهور، لذا يمكن اعتبار أن استراتيجيات التعلم النشط كانت بمثابة المنقذ لها من السقوط والتدهور أكثر، حيث في السابق كانت العملية التعليمية تقليدية مملة، تعاني من نفس الجمود الفكري والتكرار، أما في حالة تطبيق وطرح استراتيجيات التعلم النشط فإن العملية التعليمية أصبحت حديثة ومتجددة، ودائمة النشاط الفكري من قبل الطلاب بحيث يفكر الطلاب بفاعلية أكبر للحصول على معلومات أوسع وأكبر من كونها مقتصرة فقط على كلمتين أو ثلاثة، ونجد من خلالها أن الطلاب قادرين على إنجاز المهام بشكل أسرع وأفضل، ونظرتهم تجاه الأشياء والمشكلات مختلفة، إذ يستطيعون التفكير بطرق أكثر منطقية لحل المشكلات ومن ضمن الاستراتيجيات التي تساعد الطلاب على اتخاذ القرار في المشكلات، هي استراتيجية حل المشكلات.
استراتيجية حل المشكلات:
وهي من الاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي تعمل على تنمية مهارات التفكير العليا عند الطلاب، وكذلك تنشيط عقولهم وأذهانهم في حل المشكلات والأنشطة التي يحددها المعلم لهم.
وتعتبر هذه الاستراتيجية من الاستراتيجيات التي تناسب جميع المراحل التعليمية وجميع المواد الدراسية حتى العملية منها.
وكذلك فإنها تناسب جميع الطلاب باختلاف مهاراتهم ومستوياتهم وقدراتهم العقلية.
ويقوم المبدأ العام لاستراتيجية حل المشكلات على طرح المعلم لنشاط ما على شكل مشكلة يقوم الطلاب بالعمل الجماعي فيما بينهم بحل هذه المشكلة بطرق منطقية وموضوعية.
الهدف من استراتيجية حل المشكلات:
تتمتع استراتيجية حل المشكلات بالعديد من الأهداف التي بُنيت من أجلها كغيرها من الاستراتيجيات التعليمية، ولعلَّ من ضمن أبرزها:
- تنمية اعتماد الطلاب على أنفسهم وتعزز من قدرتهم على تحمل المسؤولية.
- احترام الطلاب لآراء وأفكار زملائهم.
- تسهيل فهم المعلومات على الطلاب و دراستها وحفظها على الذاكرة بعيدة الأمد.
- تنمية مهارات التفكير العليا الإبداعية لدى الطلاب.
- تقضي على مبادئ العملية التعليمية التقليدية في جعل الطالب متكلاً على غيره للحصول على المعلومات، و كذلك تقضي على الجمود الفكري عند الطلاب وتعزز وتحفز من التفكير لديهم.
- توطيد العلاقة بين المعلم والطلاب وجعل التواصل إيجابي فيما بينها.
- اكتساب مهارات ضبط النفس والتفكير المبتكر.
- خلق جو من التحدي والمنافسة الشريفة والايجابية بين الطلاب.
- تعزيز التعاون والعمل الجماعي فيما بينهم.
- تشجيع الطلاب على الاندماج والمشاركة في الحصة الدراسية والتفاعل بشكل إيجابي ومميز.
- تنمية قدرات الطالب العقلية وتعزيزها.
- تشجيع الطلاب على النجاح والدراسة والاجتهاد فيما يتعلموا.
خطوات استراتيجية حل المشكلات:
- يقوم المعلم بدايةََ بتحديد الموضوع المراد تدريسه الطلاب عن طريق تطبيق الاستراتيجية وذلك من خلال تجهيزه على شكل مشكلة يطرحها على الطلاب وإيجاد الحلول لها من قبلهم.
- ومن الجدير بالذكر أن هذه المشكلة لا يجب أن تكون جنائية أو قضائية أو تمس أي شيء قد يرعب الطلاب بل يجب أن تكون من المقرر والمنهاج المدرسي أي أنها تناسب عقولهم.
- ومن بعد ذلك فإن المعلم يقوم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة من أربع إلى خمس طلاب وذلك حسب عدد طلاب الصف الكلي، ويجب أن يراعى أثناء التقسيم أن تكون المجموعات متفاوتة وغير متجانسة في مهارات وخبرات الطلاب.
- ومن ثم فإن كل مجموعة تقوم بعدة خطوات منظمة ومجهزة لمساعدتهم على حل المشكلة، وتتمثل في:
- بدايةََ في معرفة وتحديد جميع جوانب المشكلة وأبعادها
- بعد ذلك جمع كل البيانات والمعلومات المتعلقة بالمشكلة المطروحة إليهم
- تجهيز قائمة بكل الحلول والمقترحات التي تناسب المشكلة للحد منها
- تجهيز قائمة أخرى للمقارنة بين الحلول المؤقتة ومن ثم اختيار أكثر حل مناسب للمشكلة من بينهم.
- وأخيراََ تقييم الطلاب لمدى جودة ومناسبة الحل الذي تم اختياره للمشكلة.
أمثلة على استخدام استراتيجية حل المشكلات:
بدأ المعلم تطبيق الاستراتيجية من خلال تحديد أولاََ موضوع الغياب عن المدرسة وتوجيهه للطلاب يشكل مشكلة الهروب من المدرسة.
ومن ثم قسم الطلاب إلى مجاميع من أربعة طلاب.
بدأت المجاميع بالتعاون والمشاركة فيما بينهم بتحديد أبعاد المشكلة وجوانبها وأسبابها التي كانت تتمثل معظمها في الملل من الحصص، ضغوط المعلم، عدم الاحترام وغيره.
وبعد معرفة الأسباب بدأت المجاميع بتجهيز قائمة من الحلول تتمثل معظمها في التفقد الطلابي في كل حصة حتى شعور الهاربين بالخوف، وإجراء وتنفيذ برامج ترفيهية بهدف تسلية الطلاب، احترام المعلمين للطلاب ومراعاة ضغوطهم، إخبار أولياء أمور الطلاب الهاربين من قبل الإدارة، وغيره.
ومن ثم قاموا بتجهيز قائمة مؤقتة بالحلول المؤقتة التي كانت عبارة عن الترفيه والتسلية والإرشاد النفسي وغيره.
حتى التوصل إلى حل نهائي وهو إطلاع أولياء الأمور على هروب أبنائهم للتوصل لحل المشكلة بالتعاون بين الإدارة والأهالي.
وتنتهي الحصة مع تطبيق استراتيجية حل المشكلات، بمناقشة موضوعية ومنطقية للمشكلة التي يطرحها المعلم من المنهاج المدرسي، وبالتالي القدرة على مواجهة أي مشكلة في الحياة اليومية وحلها بشكل صحيح.