استراتيجية الدقيقة الواحدة للتعلم النشط
تتنوع إستراتيجيات التعلم النشط الحديث تحت هدف واحد وهو الاتجاه الإيجابي بمسيرة التعليم إلى أفضل صورة من خلال تطوير المهارات التعليمية ولجوء الطلاب إلى أنفسهم لتحليل المعلومات ومشاركتها مع الاصدقاء وتنمية روح التواصل الإيجابي بين أعضاء الفريق الواحد ولعل من أبرز الاستراتيجيات التي سنتناولها في هذا المقال هي استراتيجية ورقة الدقيقة الواحدة
وهي استراتيجية قديمة استخدمت لتطوير طريقة المحاضرة التقليدية والتي كانت عبارة عن تلقي للمعلومات فقط إلى طريقة المحاضرة الحديثة بإعتماد الطلاب على التحليل والتفسير الذاتي للمحتوى التعليمي، فهي تقدم تغذية راجعة للمعلم عن مدى تقدم الطلاب خلال الحصة الدراسية. حيث يوجه المعلم سؤالاً للطلاب في بداية الدرس أو اثناء عرضه او في نهايته، ثم يجيب الطلاب عن السؤال كتابياََ على شكل مجاميع ثنائية او مجاميع صغيرة، ولا يشترط كتابة اسم الطالب على الورقة، وهي تسمى ورقة الدقيقة الواحدة حيث يمنح المعلم الطلاب 60 ثانية أي دقيقة واحدة حتى ينجزوا حل السؤال المطروح لهم ويكون السؤال من ضمن الدرس الذي تم شرحه إما في نفس الحصة أو في الحصة السابقة، ولا يعني ايضاََ التقيد تماماََ من قبل المعلم في الوقت المعطى بل يمكن ان يحدد لهم 2 ل 5 دقائق إضافية كحد أقصى.
أما عن استخدام ورقة الدقيقة الواحدة فهي تستخدم:
- بعد الانتهاء من الدرس.
- خلال جزء محدد من الدرس.
- لتقديم الدرس (بداية الدرس).
- في أي نقطة تريد ان تعرف مدى تقدم الطلاب حولها.
- عندما تريد مساعدة الطلاب على توضيح أفكارهم.
- عندما تريد من الطلاب أن يكتبوا حول اهتماماتهم عن الدرس والأجزاء التي لفتت انتباههم.
الهدف من استراتيجية الدقيقة الواحدة
- تنمية مهارات اجتماعية لدى الطلاب مثل: التعاون، المشاركة، تقبل الرأي الآخر.
- تقديم تغذية راجعة للمعلم عن مدى تقدم الطلاب خلال الحصة الدراسية في المحتوى التعليمي من خلال الكتابة.
- تعبير الطلاب عن أفكارهم وآرائهم حول المحتوى الدراسي.
- تنمية مهارات الكتابة لدى الطلاب.
- تقدير الطلاب لأهمية الوقت اللازم لحل المهام المنسوبة إليهم والسرعة في الإنجاز.
- تعرف المعلم على الأفكار غير المفهومة عند الطلاب مما يساعد على تحسين العملية التعليمية.
- تنمية مهارات التفسير والمقارنة وتحليل النتائج.
قواعد الاستراتيجية
- وزع الطلاب على شكل مجاميع ثنائية او حتى مجاميع صغيرة لتقليل أعداد الاوراق وان تكون المشاركة فاعلة من قبل الطلاب.
- اسأل أسئلة واضحة ومحددة من محتوى الدرس.
- حلل النتائج بشكل فوري، وفي حالة عدم تمكنك من ذلك يجب عرض التعليق على النتائج في الحصة القادمة، وإلا لن تجد طالب يطبق الطريقة بشكل فاعل مرة أخرى، أو من الممكن إعادة توزيع الأوراق على المجاميع بحيث يقيم الطلاب أنفسهم من قبل زملائهم الآخرين.
- من الأمثلة على الاسئلة (ينبغي ان يكون سؤالاً واحداً فقط) :
- ما هي المفاهيم التي وجدتها سهلة الفهم؟
- ما هي المفاهيم التي وجدتها صعبة الفهم؟
- ما هي اكثر المفاهيم اهمية والتي تعلمتها خلال هذا الدرس؟
- اكتب ثلاثة أشياء فهمتها.
- اكتب ثلاثة أشياء لم تفهمها.
- ما هي طريقة الشرح القريبة لذهنك أكثر؟
- ما هو المثال الذي استخدمته خلال اليوم وكان له الأثر في فهمك؟
خطوات استراتيجية الدقيقة الواحدة
- تقسيم المعلم للطلاب على شكل مجاميع ثنائية أو مجاميع صغيرة.
- يطرح المعلم السؤال إما كتابةََ على السبورة او على ورقة الإجابة بشكل مطبوع وجاهز أو في شاشة العرض حيث من الضروري أن يكون السؤال موجوداً أمام الطلاب. ويكون هذا السؤال من محتوى الدرس، إما في بداية الحصة او في منتصفها او نهايتها.
- يمنح المعلم الطلاب للإجابة على السؤال زمن 60 ثانية (دقيقة واحدة) ويكون ذلك إما بتشغيل المؤقت لمدة دقيقة واحدة او من خلال مراقبة عقرب الساعة.
- تقرأ إجابات الطلاب وتحلل النتائج وتقارن فيما بينها وتستخدم عبارات التعزيز والتشجيع من قبل المعلم سواء ان كانت اجابات الطلاب في محلها او لا لتعزيز عملية المشاركة والتفاعل.
أمثلة على استخدام استراتيجية ورقة الدقيقة الواحدة
صمم المعلم عدة بطاقات اسئلة منوعة عن درس الفعل المضارع في اللغة العربية ثم قام بتقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة كل مجموعة من 3 اشخاص.
ثم قام بسحب إحدى بطاقات الاسئلة وتحدث بصوت عالي وكان السؤال التالي: ما هو المثال الذي استخدمته في الدرس اليوم وكان له الأثر في فهمك لعلامات الفعل المضارع؟
وتم تشغيل المؤقت لمدة دقيقة واحدة
انتهت الدقيقة وبدأ تحليل النتائج: كانت الإجابات متفاوتة بين تأكلُ البنت، نلعبُ بالكرة، أغسلُ يدي وغيرها.
تم مناقشة الاجوبة بين الطلاب والمعلم وثنى المعلم على جهود الطلاب المبذولة وعلى تركيزهم في الدرس وفهمهم للمعلومات بالشكل المثالي، وانتهت الحصة الدراسية.
وبهذا نكون قد استعرضنا استراتيجية ورقة الدقيقة الواحدة وخطوات تطبيقها التي لا غنى عنها في الصف الدراسي والتي تسعى لتطوير العلاقة والمشاركة بين الطالب والمعلم في سبيل تحسين العملية التعليمية والمضي بها نحو الأفضل.