مع تراجع العملية التعليمية، ووجود عدة تحديات وصعوبات تواجهها وتحد من أدائها بالطرق الصحيحة، إضافة إلى العوامل المحيطة الخارجية كوجود الكوارث أو الحروب أو غيرها، وقد أثر ذلك بشكل سلبي عليها، لذا دفعت الحاجة إلى وجود طرق تساعد على نهضة العملية التعليمية من بعد تدهورها حتى الإمساك بها ورفعها إلى القمة، وبناء أجيال يمكن الاعتماد عليها لازدهار الأمم، وأُطلق على هذه الطرق التعليمية استراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجيات حققت نجاحاََ مبهراََ في سير العملية التعليمية، وفي تطوير قدرات الطلاب في الاعتماد على أنفسهم وتحمل المسؤولية الكاملة في استقبال المعلومات وتحليلها وفهمها دون الحاجة الى إرشادات المعلم بشكل دائم، أي أن في العملية التقليدية كان المعلم هو الأساس الكلي وما يذكره هو، يعتمده الطالب دون البحث بشكل واسع أكثر، إما استراتيجيات التعلم النشط فإن الطالب يقوم بالبحث أكثر وراء المعلومات أي يتوسع فيها بشكل كافي، وما يميز هذه الاستراتيجيات أيضاََ هو وجود استراتيجيات معنية بتذكير الطلاب بالمناسبات الوطنية والقومية، وهي استراتيجية شجرة المناسبات.
استراتيجية شجرة المناسبات:
وهي من الاستراتيجيات التعليمية الحديثة والمميزة عن غيرها حيث أنها تهتم بتذكير الطلاب بالمناسبات القومية والوطنية، من خلال تنمية مهارات التفكير والتذكر لديهم، ومهارات إلقاء الخطابات وتدوينها.
وهي من الاستراتيجيات التعليمية التي تناسب جميع المراحل التعليمية وخاصة المرحلة الابتدائية منها.
ويقوم المبدأ العام لها على إنشاء المعلم لشجرة صغيرة أو جذع من شجرة كبيرة ووضع ملصقات تحوي المناسبة وتاريخها، بحيث يقوم المعلم قبل المناسبة بيومين بتذكير الطلاب بها وطلب منهم تجهيز خطاب عنها او ملخص للأحداث بها وغيره.
الهدف من استراتيجية شجرة المناسبات:
على الرغم من أن هذه الاستراتيجية مميزة عن الاستراتيجيات التعليمية الأخرى في الهدف الرئيسي ألا وهو تنمية مهارات التذكر عند الطلاب، وتقديرهم للمناسبات الوطنية في بلادهم، إلا أنها أيضاََ تشترك معها في الأهداف الثانوية أو الفرعية، ونذكر منها:
- تنمية مهارات التذكر عند الطلاب.
- تنمية اعتماد الطلاب على أنفسهم وتعزز من قدرتهم على تحمل المسؤولية.
- تسهيل فهم المعلومات على الطلاب و دراستها وحفظها على الذاكرة بعيدة الأمد.
- تقضي على مبادئ العملية التعليمية التقليدية في جعل الطالب متكلاً على غيره للحصول على المعلومات، و كذلك تقضي على الجمود الفكري عند الطلاب وتعزز وتحفز من التفكير لديهم.
- توطيد العلاقة بين المعلم والطلاب وجعل التواصل إيجابي فيما بينها.
- تنمية مهارات إعداد التقارير والخطابات.
- تعزيز مهارات القراءة والتحدث بطلاقة.
- تنمية قدرات الطالب العقلية وتعزيزها.
- اكتساب مهارات ضبط النفس والتفكير المبتكر.
- تشجيع الطلاب على الاندماج والمشاركة في الحصة الدراسية والتفاعل بشكل إيجابي ومميز.
- خلق جو من التحدي والمنافسة الشريفة والايجابية بين الطلاب.
- تعزيز التعاون والعمل الجماعي فيما بينهم.
خطوات استراتيجية شجرة المناسبات:
- يبدأ المعلم تطبيق الاستراتيجية من خلال تجهيز شجرة صغيرة أو جده من شجرة كبيرة وتثبيته في الصف بحيث لا يميل أو يقع.
- بعد ذلك يقوم المعلم بتجهيز مجموعة من البطاقات الورقية الملونة ويكتب عليه اسم المناسبة مع تاريخها، ثم يعلق البطاقات على الشجرة بواسطة خيط أو دبوس إن أمكن ذلك.
- ومن الجدير بالذكر، أن البطاقات تعلق حسب الأولوية بالنسبة للعام الدراسي أي تدريجياََ.
- ومن ثم إن أن يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجاميع صغيرة أو يطبق الاستراتيجية على جميع الطلاب بحيث ينجز كل طالب خطابه أو مقالته.
- دور المعلم في تطبيق الاستراتيجية يكمن في إشارته إلى المناسبة قبل موعدها بفترة من خلال الإشارة إليها في الشجرة والحوار والنقاش مع الطلاب حول أهميتها.
- وبعد ذلك وبعد إشارة المعلم إلى المناسبة، يطلب من الطلاب التجهيز والتحضير للمناسبة من خلال إلقاء كلمات خطابية في الصف أو في الإذاعة المدرسية أو تحضير مسرح عرائس حولها، أو لعب أدوار في تمثيلية صغيرة.
- ويمكن للطلاب تجهيز الصف بوسائل وأدوات مناسبة للمناسبة، بعد ذلك يتم تعليق بطاقة المناسبة على الشجرة.
- وبنفس الطريقة لباقي المناسبات.
أمثلة على استخدام استراتيجية شجرة المناسبات:
يقوم المعلم بتجهيز جذع من شجرة كبيرة ويثبته في الصف الدراسي، مع إعداد ملصقات بالمناسبات الوطنية والأعياد من حيث أسمائها وتواريخها ويثبتها بدبوس على أفرع الجذع بترتيب تسلسلي بالنسبة للعام الدراسي.
وعندما يحين موعد المناسبة يذكر بها الطلاب قبل يومين كان يقول يصادف العيد الوطني في 25 فبراير.
ويطلب من الطلاب بعد تقسيمهم إلى مجاميع، إعداد خطابات عن العيد الوطني ليتم إلقائها في 25 فبراير.
ومع نهاية استراتيجية شجرة المناسبات نجد أنها من الاستراتيجيات التي تحفز مهارات التذكر عند الطلاب، والذي يساعدهم بدوره على تحصيل المعلومات الدراسية بسهولة وتذكرها لاستخدامها على المدى البعيد.