مع مطلع القرن الواحد والعشرين، دعت الحاجة التعليمية إلى طرح الباحثون لمجموعة من الاستراتيجيات التعليمية النشطة الحديثة، والتي كانت عبارة عن عدة وسائل تعليمية تدريبية استطاعت ان تترك آثار ونتائج إيجابية على العملية التعليمية لتنقذها وتسحبها من قاع التدهور الذي كانت فيه، خاصة في حالات الحروب وحالات الإهمال من الطلاب، ويمكن ذكر أهم نتائج وآثار استراتيجيات التعلم النشط بأنها عززت من دور الطالب في العملية التعليمية من خلال تنمية مهارات عديدة لديه مثل مهارات القراءة والكتابة، وتدوين الملاحظات واستنتاجها، وطرح الأسئلة والقدرة على بناء إجابات بطرق منطقية وصحيحة، وكذلك تغيير نظرته اتجاه الأشياء من حوله واتجاه التعليم خاصة، أي أن الطالب هو العنصر الأساسي في العملية التعليمية الحديثة وليست التقليدية التي كانت تعتمد اعتماداً كلياَ على وجود المعلم وعلى المعلومات التي يقدمها هو فقط، ومن ضمن هذه الاستراتيجيات، استراتيجية ثلاثة اثنان واحد.
استراتيجية ثلاثة اثنان واحد:
وهي من الاستراتيجيات التعليمية النشطة التي كان هدفها اعتماد الطلاب على مجموعتهم وأنفسهم في تقييم موضوع أو موقف ما أو حتى حل مشكلة في إطار من التعاون وتبادل الخبرات.
وهي من الاستراتيجيات لجميع المراحل التعليمية ولجميع المواد الدراسية.
وكذلك فإنها تناسب جميع الطلاب باختلاف مهاراتهم وقدراتهم ومستوياتهم بكونها تعتمد على مبدأ التعاون والمشاركة.
ويقوم المبدأ العام لاستراتيجية ثلاثة اثنان واحد على تقديم المعلم لمشكلة أو موضوع ما إلى مجاميع الطلاب ليتم التعاون على حله، ومن ثم على المجاميع الثنائية، واخيراََ على الطلاب بشكل فردي.
الهدف من استراتيجية ثلاثة اثنان واحد:
تتميز الاستراتيجية بالعديد من الأهداف والمزايا التي جعلت منها ضرورة تعليمية لا بد منها، ومن ضمن هذه الأهداف:
- تنمية اعتماد الطلاب على أنفسهم وتعزز من قدرتهم على تحمل المسؤولية.
- تسهيل فهم المعلومات على الطلاب و دراستها وحفظها على الذاكرة بعيدة الأمد.
- ربط المعارف السابقة للطلاب حول مفردات أو موضوع ما مع المعارف الجديدة.
- تقضي على مبادئ العملية التعليمية التقليدية في جعل الطالب متكلاً على غيره للحصول على المعلومات، و كذلك تقضي على الجمود الفكري عند الطلاب وتعزز وتحفز من التفكير لديهم.
- توطيد العلاقة بين المعلم والطلاب وجعل التواصل إيجابي فيما بينها.
- تنمية قدرات الطالب العقلية وتعزيزها.
- اكتساب مهارات ضبط النفس والتفكير المبتكر.
- تنمية مهارات التفكير العليا الإبداعية لدى الطلاب.
- تشجيع الطلاب على الاندماج والمشاركة في الحصة الدراسية والتفاعل بشكل إيجابي ومميز.
- خلق جو من التحدي والمنافسة الشريفة والايجابية بين الطلاب.
- تعزيز التعاون والعمل الجماعي فيما بينهم.
خطوات استراتيجية ثلاثة اثنان واحد:
- يقوم المعلم في بداية الحصة بتقسيم الطلاب إلى مجاميع صغيرة من 4 إلى 6 طلاب، مع مراعاة اختلاف وتنوع المهارات والخبرات الموجودة في المجموعة الواحدة لضمان تحقيق الفائدة المرجوة من الاستراتيجية.
- ومن ثم يقوم المعلم بتحديد الموضوع أو المشكلة، ويطرحها على الطلاب، إما من خلال استراتيجيات أخرى أو بطريقة السرد المباشر.
- بعد ذلك يقوم المعلم باختيار طالب واحد من كل مجموعة، ليطلب منه حل المسألة أو المشكلة أو السؤال بشكل تفصيلي وواسع، وبصوت قوي ومسموع على أفراد مجموعته.
- يبدأ باقي طلاب المجموعة بالتعاون وطرح الأسئلة وفتح باب النقاش حول الموضوع أو المسألة فيما بينهم، حتى يقوم الطالب المختار من المعلم بتقديم المسألة إليهم والإجابة عن تساؤلاتهم.
- بعد الانتهاء، يقوم المعلم بتقسيم المجموعة الواحدة إلى مجاميع ثنائية، بحيث يطرح عليهم سؤال آخر ليتم حله بنفس طريقة المجموعة الأولى.
- وبعد انتهائهم، يطلب المعلم من الطلاب العودة إلى مقاعدهم والجلوس فيها.
- وأخيراََ يطرح المعلم سؤال أو موقف مرة أخرى على جميع الطلاب ليتم حله بطريقة فردية على نمط طرق المجموعات السابقة.
أمثلة على استخدام استراتيجية ثلاثة اثنان واحد:
يقسم المعلم الطلاب إلى مجاميع من 6 طلاب ثم يحدد موضوع دورة الحياة عند الفراشة لتطبيق الاستراتيجية عليه.
ويختار طالب من كل مجموعة ليحل السؤال بشكل تفصيلي و بصوت واضح ومسموع على مجموعته، مع ضمان المعلم من وجود جو من التعاون والمناقشة في طرح الأسئلة من باقي طلاب المجموعة.
وبعد الانتهاء يقسم المعلم المجموعات إلى مجاميع ثنائية ويطرح عليهم سؤال اذكر أنواع الفراشات ويختار طالب من المجموعة ليقوم بالحل.
واخيراََ يطرح على الطلاب سؤال فوائد الفراشة في الطبيعة، ليتم حله من قبل كل طالب بمفرده.
ومما سبق نجد أن استراتيجية ثلاثة اثنان واحد تعتمد مبدأ التدرج في تقسيم الطلاب، حيث تبدأ باعتماد الطلاب على المجاميع الكبيرة لفهم المعلومات بشكل أوضح، وصولاََ إلى اعتماده على نفسه لحل وفهم المعلومات والأسئلة الواردة.