مع وجود الآثار والنتائج الإيجابية لاستراتيجيات التعلم النشط التي طرحها الباحثون والتي يمكن تعريفها بشكل مبسط أنها مجموعة من الوسائل والأدوات التعليمية التي تساعد التعليم على التطور والتقدم، يمكن القول أنها كانت أشبه بحبل النجاة للعملية التعليمية، خاصة مع التدهور الذي رافق حالات الحروب وحالات الإهمال من الطلاب، ويمكن ذكر أهم نتائج وآثار استراتيجيات التعلم النشط بأنها عززت من دور الطالب في العملية التعليمية من خلال تنمية مهارات عديدة لديه مثل مهارات القراءة والكتابة، وتدوين الملاحظات واستنتاجها، وطرح الأسئلة والقدرة على بناء إجابات بطرق منطقية وصحيحة، وكذلك تغيير نظرته اتجاه الأشياء من حوله واتجاه التعليم خاصة، أي أن الطالب هو العنصر الأساسي في العملية التعليمية الحديثة وليست التقليدية التي كانت تعتمد اعتماداً كلياَ على وجود المعلم وعلى المعلومات التي يقدمها هو فقط، ومن ضمن هذه الاستراتيجيات، استراتيجية أكواب الفشار.
استراتيجية أكواب الفشار:
وهي من الاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي نشأت على فكرة بسيطة بغايات واسعة وكبيرة ومنها تعزيز قدرة الطلاب على ترتيب الأفكار وتحليلها والتنبؤ.
وهي من الاستراتيجيات المناسبه لجميع المراحل الدراسية وخاصة المرحلة الابتدائية لسهولة تطبيقها واحتوائها على الملصقات، وكذلك فإنها مناسبة لجميع المواد الدراسية.
وأيضاََ تعتبر مناسبة لجميع الطلاب باختلاف مهاراتهم وقدراتهم ومستوياتهم.
ويقوم المبدأ العام لها على تجهيز المعلم لمجموعة من الملصقات بشكل حبات القشار، ومجموعة من الأكواب ليتم إلصاقها على السبورة وحل الطلاب للمهام المطلوبة منهم.
الهدف من استراتيجية أكواب الفشار:
تهدف هذه الاستراتيجية إلى العديد من الأهداف التي جعلت منها ضرورة تعليمية لا بد منها، ومن ضمن هذه الأهداف، نذكر:
- ربط المعارف السابقة للطلاب حول مفردات أو موضوع ما مع المعارف الجديدة.
- تنمية اعتماد الطلاب على أنفسهم وتعزز من قدرتهم على تحمل المسؤولية.
- تسهيل فهم المعلومات على الطلاب و دراستها وحفظها على الذاكرة بعيدة الأمد.
- تقضي على مبادئ العملية التعليمية التقليدية في جعل الطالب متكلاً على غيره للحصول على المعلومات، و كذلك تقضي على الجمود الفكري عند الطلاب وتعزز وتحفز من التفكير لديهم.
- توطيد العلاقة بين المعلم والطلاب وجعل التواصل إيجابي فيما بينها.
- اكتساب مهارات ضبط النفس والتفكير المبتكر.
- تنمية مهارات التفكير العليا الإبداعية لدى الطلاب.
- تشجيع الطلاب على الاندماج والمشاركة في الحصة الدراسية والتفاعل بشكل إيجابي ومميز.
- تشجيع الطلاب على النجاح والدراسة والاجتهاد فيما.
- خلق جو من التحدي والمنافسة الشريفة والايجابية بين الطلاب.
- تعزيز التعاون والعمل الجماعي فيما بينهم.
- تنمية قدرات الطالب العقلية وتعزيزها.
خطوات استراتيجية أكواب الفشار:
- يبدأ المعلم تطبيق الاستراتيجية من خلال تحديد الموضوع الدراسي المراد شرحه للطلاب من خلالها.
- ومن ثم فإنه يقوم بتجهيز اكواب للفشار بحيث تكون مناسبة لعدد الأسئلة التي يود طرحها او للموضوع الدراسي بشكل عام، وكذلك فإنه يقوم بتحهيز مجموعة من الملصقات التي تأخذ شكل حبات الفشار.
- بعد ذلك إما أن يقسم المعلم الطلاب إلى مجاميع صغيرة من 3 إلى 5 طلاب وذلك يختلف حسب تقدير المعلم لعدد الطلاب الكلي في الصف، ومع مراعاته لتنوع المهارات والخبرات في المجموعة الواحدة، او ان يقوم بتطبيق الاستراتيجية على كل طالب بشكل فردي.
- يبدأ المعلم بطرح السؤال على الطلاب من خلال كتابته على الكوب وتثبيته على السبورة، وكذلك مع تثبيت حبات الفشار فوق الكوب.
- بعد ذلك تبدا المجموعات او الطلاب بالتفكير في حلول السؤال الذي طرحه المعلم حتى انتهاء الوقت المحدد لهم.
- بعد انتهاء الوقت، يبدأ المعلم بأخذ إجابات الطلاب وكتابتها على حبات الفشار التي أعدها مسبقاََ، مع مراعاة تقسيم السبورة إلى أقسام في حال طبقت الاستراتيجية بشكل مجاميع.
- اخيراََ يقيم المعلم إجابات الطلاب ومدى صحتها.
أمثلة على استخدام استراتيجية أكواب الفشار:
يبدأ المعلم تطبيق الاستراتيجية من خلال تحديد درس قواعد التاء المربوطة والتاء المبسوطة.
ثم يقوم بتجهيز كوبين لكل مجموعة، كوب للتاء المربوطة، وكوب للتاء المبسوطة، وكذلك يجهز مجموعة من الملصقات على شكل حبات الفشار، المكتوب عليها:
بنـ ، مدرسـ ، درسـ ، مكتبـ ، ممراـ ، كتابـ ، حيواناـ ، حوـ.
بعد ذلك يقسم الطلاب إلى مجاميع من 5 طلاب.
ويثبت عند كل مجموعة الكوبين الذي اعدهما، ويطلب منهم خلال دقيقتين تصنيف الكلمات الواردة في حبات الفشار فوق الكوب الخاص بها.
يبدأ الطلاب التعاون فيما بينهم حتى انتهاء الوقت.
لتكون إجابات إحدى المجموعات:
كوب التاء المربوطة: مدرسـ ، مكتبـ ، كتابـ.
كوب التاء المبسوطة: بنـ ، درسـ ، ممراـ ، حيواناـ ، حوـ.
وبعد انتهائهم يقيم المعلم إجاباتهم.
وفي ختام تطبيق استراتيجية أكواب الفشار، نجد أنه بالرغم من بساطة ومتعة التطبيق إلا أنها استطاعت أن تترك بصمة مميزة في عالم التعليم من خلال تعزيز فهم الطالب للمعلومات وترسيخها لديه في الذاكرة البعيدة.