منذ بدء العملية التعليمية فإنها قد تعرضت إلى تحديات وصعوبات جعلتها تتراجع وتحد من أدائها بالشكل الصحيح، إضافة إلى العوامل المحيطة الخارجية كانتشار الفساد والحروب وغيره، والتي قد أثرت بشكل سلبي عليها، لذا دفعت الحاجة إلى وجود طرق تساعد على نهضة التعليم والعملية التعليمية من بعد تدهورها حتى رفعها إلى القمة، وبناء أجيال يمكن الاعتماد عليها لازدهار الأمم، وأُطلق على هذه الطرق التعليمية استراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجيات حققت نجاحاََ مبهراََ في سير العملية التعليمية، وفي تطوير قدرات الطلاب في الاعتماد على أنفسهم وتحمل المسؤولية الكاملة في استقبال المعلومات وتحليلها وفهمها دون الحاجة الى إرشادات المعلم بشكل دائم، أي أن في العملية التقليدية كان المعلم هو الأساس الكلي وما يذكره هو، يعتمده الطالب دون البحث بشكل واسع أكثر، أما استراتيجيات التعلم النشط فإن الطالب يقوم بالبحث أكثر وراء المعلومات أي يتوسع فيها بشكل كافي. ولعلَّ من ضمن هذه الاستراتيجيات كانت استراتيجية الخطأ المقصود.
استراتيجية الخطأ المقصود:
وهي من الاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي تسمح للمعلم بتقييم مدى فهم الطلاب للمادة المشروحة لهم سواء ان كانت نظرية أو عملية كونها تناسب جميع المواد الدراسية.
وتعد هذه الاستراتيجية مناسبة لجميع المراحل التعليمية وخاصة الابتدائية كونها تحفز التفكير لديهم.
وأيضاََ تعد مناسبة لجميع الطلاب في الفصل باختلاف مهاراتهم وقدراتهم ومستوياتهم.
ويقوم المبدأ العام لها على تحديد المعلم لموضوع درسي وتوزيعه على طلاب المجاميع، بحيث يكون الطالب هو المعلم ويبدأ بالشرح لطلاب مجموعته عن فقرته مع ترك خطأ مقصود في شرحه ليتم اكتشافه من قبل الآخرين وتصحيحه.
الهدف من استراتيجية الخطأ المقصود:
تتميز هذه الاستراتيجية بمجموعة من الاهداف التي جعلتها ضرورة تعليمية لتطوير التعليم وتقدمه، ومن ضمن هذه الأهداف، نذكر:
- تسهيل فهم المعلومات على الطلاب و دراستها وحفظها على الذاكرة بعيدة الأمد.
- ربط المعارف السابقة للطلاب حول مفردات أو موضوع ما مع المعارف الجديدة.
- تنمية اعتماد الطلاب على أنفسهم وتعزز من قدرتهم على تحمل المسؤولية.
- توطيد العلاقة بين المعلم والطلاب وجعل التواصل إيجابي فيما بينهم.
- تقضي على مبادئ العملية التعليمية التقليدية في جعل الطالب متكلاً على غيره للحصول على المعلومات، و كذلك تقضي على الجمود الفكري عند الطلاب وتعزز وتحفز من التفكير لديهم.
- تنمية قدرات الطالب العقلية وتعزيزها.
- اكتساب مهارات ضبط النفس والتفكير المبتكر.
- تنمية مهارات التفكير العليا الإبداعية لدى الطلاب.
- تشجيع الطلاب على الاندماج والمشاركة في الحصة الدراسية والتفاعل بشكل إيجابي ومميز.
- تشجيع الطلاب على النجاح والدراسة والاجتهاد فيما يتعلموا.
- خلق جو من التحدي والمنافسة الشريفة والايجابية بين الطلاب.
- تعزيز التعاون والعمل الجماعي فيما بينهم.
خطوات استراتيجية الخطأ المقصود:
- يبدأ المعلم تطبيق الاستراتيجية من خلال تقسيم الطلاب إلى مجاميع صغيرة من 4 طلاب فقط مع مراعاة تنوع المهارات والخبرات الطلابية ضمن المجموعة الواحدة.
- ومن ثم يقوم المعلم بتحديد الموضوع الدراسي المراد تطبيق الاستراتيجية عليه، ويقسمه إلى أربع فقرات على عدد طلاب المجموعة الواحدة.
- بعد ذلك فإن المعلم يقوم بتوزيع الفقرات التي قسمها على طلاب المجموعة، بحيث يأخذ كل طالب فقرة كمهمة أو واجب له ويكون مسؤول عنه.
- بعد انتهاء التوزيع، يقوم كل طالب بقراءة الفقرة المحددة له حتى يتعلمها بشكل جيد لأن سيكون مسؤول عن تعليمها لزملائه.
- بعد ذلك يبدأ التطبيق الفعلي حيث يقوم الطالب الأول من المجموعة بشرح الفقرة المحددة له لزملائه بكل اتقان ودقة.
- ويقوم أثناء شرحه بترك خطأ مقصود ضمن كلامه عن المعلومات المقدمة ليطلب من زملائه اكتشاف الخطأ المقصود وتصحيحه.
- وفي حال لم يستطع باقي طلاب المجموعة اكتشاف الخطأ، فإن الطالب المعلم يقوم بتوجيههم إليه وتصحيحه لهم مع توضيح الأفكار المبهمة.
- وفي حال استطاع الطلاب من إيجاد الخطأ الموجود، فإن الطالب المعلم يشكرهم ويثني على جهودهم.
- وأخيراََ وبعد انتهاء الطالب الأول، تستمر العملية بنفس الشكل مع باقي طلاب المجموعة.
أمثلة على استخدام استراتيجية الخطأ المقصود:
يقسم المعلم الطلاب إلى مجاميع من 4 طلاب ثم يحدد درس المثلث ويقسمه إلى أربع فقرات: تعريف المثلث، خصائص المثلث، انواع المثلثات، مساحة المثلث.
ثم يقوم بتوزيع هذه الفقرات على طلاب المجموعة، ويبدأ كل طالب بقراءة الفقرة الخاصة به.
ويبدأ التطبيق الفعلي، على سبيل المثال إحدى المجاميع.
يبدأ الطالب الأول: المثلث هو شكل هندسي من أربع أضلاع، مجموع زواياه يساوي 180 درجة.
ينتهي الطالب ويطلب من زملائه في المجموعة ايجاد الخطأ في التعريف الذي قاله.
يتناقش أفراد المجموعة، لاكتشاف الخطأ الذي هو أن أضلاع المثلث هي ثلاثة.
وتستمر العملية بالتبادل فيما بينهم حتى انتهاء كل طالب من شرح فقرته.
وفي الختام نجد أن استراتيجية الخطأ المقصود من الاستراتيجيات الفعالة في اختبار مدى فهم الطلاب للدرس المشروح لهم، وفي ترسيخ معلوماته لديهم على الذاكرة بعيدة الأمد.