استراتيجية الأكواب للتعلم النشط

المادة استراتيجيات التعلم النشط
عدد الزيارات 4220
تاريخ الإضافة 2021-11-04, 01:07 صباحا

واجهت العملية التعليمية منذ بدء نشأتها العديد من الصعوبات والمعوقات التي جعلتها تتراجع وتحد من أدائها بالشكل الصحيح، إضافة إلى العوامل المحيطة الخارجية كانتشار الفساد والحروب وغيره، والتي قد أثرت بشكل سلبي عليها، لذا دفعت الحاجة إلى وجود طرق تساعد على نهضة التعليم والعملية التعليمية من بعد تدهورها حتى رفعها إلى القمة، وبناء أجيال يمكن الاعتماد عليها لازدهار الأمم، وأُطلق على هذه الطرق التعليمية استراتيجيات التعلم النشط وهي استراتيجيات حققت نجاحات كبيرة في سير العملية التعليمية، وفي تطوير قدرات الطلاب في الاعتماد على أنفسهم وتحمل المسؤولية الكاملة في استقبال المعلومات وتحليلها وفهمها دون الحاجة الى إرشادات المعلم بشكل دائم، أي أن في العملية التقليدية كان المعلم هو الأساس الكلي وما يذكره هو، يعتمده الطالب  دون البحث بشكل واسع أكثر، أما استراتيجيات التعلم النشط فإن الطالب يقوم بالبحث أكثر وراء المعلومات أي يتوسع فيها بشكل كافي. ولعلَّ من ضمن هذه الاستراتيجيات كانت استراتيجية الأكواب. 

استراتيجية الأكواب:

وهي من الاستراتيجيات التعليمية الحديثة والتي تضيف النشاط والحركة إلى الحصة الدراسية، من خلال لعبة ممتعة وبسيطة، وكثيراََ ما يكون شاهدها الطلاب في برامج الأطفال (الكرتون) وغيره. 

وتعتبر هذه الاستراتيجية مناسبة لجميع المراحل التعليمية وخاصة الابتدائية منها، ولجميع المواد الدراسية سواء إن كانت نظرية كالآداب والاجتماعيات وغيره أو عملية حسابية مثل الرياضيات والكيمياء وغيره. 

وكذلك فإنها تعد ملائمة لجميع الطلاب في الفصل باختلاف مهاراتهم وقدراتهم ومستوياتهم. 

ويقوم المبدأ العام لاستراتيجية الأكواب على تجهيز المعلم لمجموعة من الأكواب الورقية بكتابة داخلها سؤال ومت ثم قلبها، ليتم بعثرتها بشكل عشوائي على الطاولة واختيار الطالب لأحد الأكواب والإجابة عن السؤال الذي بداخله. 

الهدف من استراتيجية الأكواب:

احتوت وتميزت هذه الاستراتيجية بالعديد من الأهداف المبنية بشكل موثق ومدعم لتصب في مصلحة الطالب والعملية التعليمية على حد سواء، ومن ضمن هذه الأهداف نذكر:

  • تسهيل فهم المعلومات على الطلاب و دراستها وحفظها على الذاكرة بعيدة الأمد.
  • ربط المعارف السابقة للطلاب حول مفردات أو موضوع ما مع المعارف الجديدة. 
  • تنمية اعتماد الطلاب على أنفسهم وتعزز من قدرتهم على تحمل المسؤولية.
  • تقضي على مبادئ العملية التعليمية التقليدية في جعل الطالب متكلاً على غيره للحصول على المعلومات، و كذلك تقضي على الجمود الفكري عند الطلاب وتعزز وتحفز من التفكير لديهم.
  • اكتساب مهارات ضبط النفس والتفكير المبتكر. 
  • تنمية مهارات التفكير العليا الإبداعية لدى الطلاب.
  • تشجيع الطلاب على الاندماج والمشاركة في الحصة الدراسية والتفاعل بشكل إيجابي ومميز.  
  • تشجيع الطلاب على النجاح والدراسة والاجتهاد فيما يتعلموا. 
  • خلق جو من التحدي والمنافسة الشريفة والايجابية بين الطلاب. 
  • تعزيز التعاون والعمل الجماعي فيما بينهم.
  • تنمية قدرات الطالب العقلية وتعزيزها. 
  • توطيد العلاقة بين المعلم والطلاب وجعل التواصل إيجابي فيما بينها.

خطوات استراتيجية الأكواب:

  1. يبدأ المعلم تطبيق الاستراتيجية من خلال تجهيز الطلاب لها بشرح أهدافها وخطواتها وكيفية التطبيق بشكل عام. 
  2. بعد ذلك فإنه يقوم بتحديد الموضوع الدراسي المراد تطبيق الاستراتيجية عليه، ومن ثم يقوم بتجهيز مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالدرس بحيث تكون مناسبة وملائمة لجميع الطلاب باختلاف خبراتهم ومهاراتهم. 
  3. بعد تجهيز الأسئلة، يقوم المعلم بكتابتها على أوراق صغيرة، ويقوم بطويها، ووضع كل سؤال منها في كوب. 
  4. بعد انتهاء الخطوة السابقة، يقوم المعلم بقلب الأكواب على الطاولة وبعثرتها. 
  5. وتبدأ اللعبة من خلال طلب المعلم من كل طالب أن يختار أحد الأكواب ليرى السؤال الذي بداخله ويجيب عليه خلال مدة زمنية يقترحها ويحددها المعلم. 
  6. وأخيراََ يقوم المعلم بمكافأة كل طالب أجاب بطريقة صحيحة على السؤال، ويصحح الأخطاء للطلاب الآخرين ويدعمهم ويشجعهم للاجتهاد مرة أخرى. 

أمثلة على استخدام استراتيجية الأكواب:

يقوم المعلم في إحدى حصص الكيمياء بشرح استراتيجية الأكواب للطلاب، ومن ثم يحدد موضوع العناصر الكيميائية ليطبق الاستراتيجية عليه بعد شرحه للطلاب. 

يبدأ الشرح وعند الانتهاء يجهز مجموعة من الأسئلة في أوراق صغيرة ويضعها في الأكواب مع قلبها، ويطلب من الطلاب وبشكل متسلسل أن يتقدموا لاختيار كوب. 

فـ كان سؤال إحدى الطلاب: ما هي العناصر الكيميائية؟

أجاب الطالب: العنصر الكيميائي هو كل مادة لا يمكن تجزئتها إلى مادة أبسط منها وتحتوي على نوع واحد من الذرات ويسمى بـ عددها الذري وهو عدد البروتونات في النواة.. إلخ. 

واستمرت الطريقة بنفس الشمل مع جميع الطلاب حتى انتهت الأكواب، و تأكد المعلم من فهم الطلاب للدرس العناصر الكيميائية. 

 

وفي ختام تطبيق استراتيجية الأكواب نستنتج أنها كانت استراتيجية مليئة بالفائدة العلمية على الطلاب من حيث مراجعة الدروس المشروحة لهم وترسيخها في عقولهم على المدى البعيد، وكذلك في إضافة الحركة إلى الحصة الدراسية. 

شارك الملف