كان لوجود استراتيجيات التعلم النشط أثر مميز وملفت بإيجابيته على العملية التعليمية والطلاب، لذا أصبحت هذه الاستراتيجيات باختلاف طرقها وأهدافها ضرورة من ضرورات التعليم في سبيل بناء جيل واعي ومثقف ويمكن الاعتماد عليه في بناء الأمة والنهوض بها، ويمكن القول أن أبرز هذه الأهداف كانت متمثلة في تعزيز دور الطالب وتفعيله في الحصة الدراسية من خلال اشراكه في جميع المهارات والخبرات العديدة في سبيل العملية التعليمية وفي سبيل الحصول على المعلومات من المعلم، ومن جهة أخرى أن لا يقتصر فقط على المعلومات التي يقدمها المعلم بل يبحث فيها ويجد الأوسع والأكثر شمولية منها، لتبقى معه على الذاكرة بعيدة المدى، إضافة إلى أن هذه الاستراتيجيات كانت ممتعة التطبيق أي أن الطلاب لم يعودوا يشعرون بالملل بسبب الركود والجمود في الدرس وإنما يتخلل الحصة الدراسية جو من النشاط والحركة والمتعة، ولعلَّ من أبرز هذه الاستراتيجيات، كانت استراتيجية توم والحليب.
استراتيجية توم والحليب:
وهي من الاستراتيجيات التعليمية البارزة والمؤثرة بفوائدها ومزاياها الكثيرة كـ تعزيز وتنمية قدرة الطلاب في الاعتماد على أنفسهم وتحملهم لمسؤولية اختياراتهم وكذلك لطرق حصولهم على المعلومات والتوسع بها.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الاستراتيجية يمكن تطبيقها على جميع المواد الدراسية وجميع المراحل التعليمية ولكن يفضل تطبيقها مع طلاب المراحل الابتدائية لكونها تحتوي على بطاقات وأشكال تحفيزية.
وأيضاََ فإنها مناسبة لجميع الطلاب في الفصل باختلاف مهاراتهم وخبراتهم ومستوياتهم.
ويقوم المبدأ العام لاستراتيجية توم والحليب على تجهيز المعلم لمجموعة بطاقات ورقية على شكل القط توم لتوزع على الطلاب، ومجموعة أخرى على شكل بطاقات بيضاء لتكون هي بمثابة زجاجة الحليب لكتابة الأسئلة عليها.
الهدف من استراتيجية توم والحليب:
تعددت أهداف هذه الاستراتيجية بهدف الرفع والتطوير من مهارات وخبرات الطالب، ومن ضمن هذه الأهداف كان:
- توطيد العلاقة بين المعلم والطلاب وجعل التواصل إيجابي فيما بينها.
- خلق جو من التحدي والمنافسة الشريفة والايجابية بين الطلاب.
- اكتساب مهارات ضبط النفس والتفكير المبتكر.
- تنمية مهارات التفكير العليا الإبداعية لدى الطلاب.
- تسهيل فهم المعلومات على الطلاب و دراستها وحفظها على الذاكرة بعيدة الأمد.
- تشجيع الطلاب على الاندماج والمشاركة في الحصة الدراسية والتفاعل بشكل إيجابي ومميز.
- تعزيز التعاون والعمل الجماعي فيما بينهم.
- ربط المعارف السابقة للطلاب حول مفردات أو موضوع ما مع المعارف الجديدة.
- تنمية اعتماد الطلاب على أنفسهم وتعزز من قدرتهم على تحمل المسؤولية.
- تنمية قدرات الطالب العقلية وتعزيزها.
خطوات استراتيجية توم والحليب:
- يبدأ المعلم الإستراتيجية بتقسيم الطلاب داخل الصف الدراسي إلى مجاميع صغيرة من 3 - 4 طلاب.
- بعد التقسيم يقوم المعلم بإعداد وتحضير مجموعة من البطاقات الورقية التي تأخذ شكل القط توم، ومجموعة من البطاقات الورقية البيضاء التي تأخذ شكل الحليب.
- ويستحسن أن يقوم المعلم بتغليف هذه البطاقات الورقية حرارياََ حتى تستخدم عدة مرات دون أن تتمزق.
- عند انتهاء تحضير البطاقات، يقوم المعلم بتوزيع بطاقة واحدة على شكل توم على كل مجموعة، وكذلك يقوم بكتابة سؤال على كل بطاقة ورقية من بطاقات الحليب ثم يضعها على الطاولة الخاصة به.
- ثم الخطوة العملية تبدأ، حيث يقوم طالب باختيار من أفراد مجموعته بسحب بطاقة من بطاقات الحليب ليطرح السؤال على مجموعته ومن ثم التشاور فيما بينهم والمناقشة حتى الوصول إلى إجابة للسؤال، وفي حال تمكن الطلاب من الجواب بإجابة صحيحة يحصل على بطاقة حليب كغذاء لـ توم الذي لديهم.
- وباستمرار نفس الخطوات مع باقي المجاميع، لتكون المجموعة الرابحة هي التي حصلت على أكبر عدد من بطاقات الحليب لـ توم، ويقوم المعلم بمكافأة طلابها.
أمثلة على استخدام استراتيجية توم والحليب:
يبدأ المعلم الحصة الدراسية بتقسيم الطلاب إلى مجاميع ثلاثية صغيرة من 3 طلاب ومن ثم عند انتهاء التقسيم، يقوم بتجهيز مجموعة من البطاقات الورقية والتي تأخذ شكل توم ومجموعة أخرى تأخذ شكل الحليب الأبيض.
عند انتهاء التحضير يقوم المعلم بتوزيع بطاقة واحدة من بطاقات توم على كل مجموعة، أما مجموعة بطاقات الحليب يقوم بكتابة سؤال على كل بطاقة ويضعها على الطاولة الخاصة به.
ترشح كل مجموعات طالب منها يذهب إلى طاولة المعلم، ويسحب بطاقة من البطاقات ويقرأ السؤال.
وكانت إحدى البطاقات التي سحبتها واحدة من المجموعات محتوية على السؤال التالي: عدد أقسام القلب.
بعد المناقشة بين طلاب المجموعة تم التوصل إلى الإجابة التالية، وهي: يقسم القلب إلى أربع حجرات: في الأعلى الأذينتين اليمنى واليسرى وفي الأسفل البطينان الأيمن والأيسر.
وبعد انتهاء المجاميع، يبدأ المعلم بالاستماع إلى نتائج مناقشات الطلاب فيما بينهم عن إجابات الأسئلة، والمجموعات التي تكون إجابتها صحيحة يقوم المعلم بمكافأتها بهدية صغيرة بهدف التشجيع لهم على الاستمرار في التقدم وكذلك لتحفيز المجموعات الأخرى على النجاح مثلهم.
وفي الختام نجد أن استراتيجية توم والحليب استراتيجية غنية بالفوائد ومفعمة بالنشاط والحماس للطلاب، مما يعزز من أهميتها في جعل الطلاب متفاعلين في الحصة الدراسية.