منذ بدء تطبيق استراتيجيات التعلم النشط من قبل المعلم في الحصص الدراسية بدا التطور والتغيير واضح في أداء الطلاب وفعاليتهم في الدرس وكذلك في فهمهم للمعلومات المطروحة إليهم، لذا يمكننا اعتبار أن هذه الاستراتيجيات التعليمية الحديثة كانت بمثابة المنقذ لها من السقوط والتدهور أكثر، حيث في السابق كانت العملية التعليمية تقليدية مملة، تعاني من نفس الجمود الفكري والتكرار، أما في حالة تطبيق وطرح استراتيجيات التعلم النشط فإن العملية التعليمية أصبحت حديثة ومتجددة، ودائمة النشاط الفكري من قبل الطلاب بحيث يفكر الطلاب بفاعلية أكبر للحصول على معلومات أوسع وأكبر من كونها مقتصرة فقط على كلمتين أو ثلاثة، ونجد من خلالها أن الطلاب قادرين على إنجاز المهام بشكل أسرع وأفضل، ونظرتهم تجاه الأشياء والمشكلات مختلفة، إذ يستطيعون التفكير بطرق أكثر منطقية، ومن ضمن هذه الاستراتيجيات كانت استراتيجية سلة الفاكهة.
استراتيجية المحار واللؤلؤ:
وهي من الاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي تميزت ببساطة التطبيق من خلال عدة خطوات بهدف تفعيل دور الطلاب في الحصة الدراسية، وتقديم تغذية راجعة للمعلم عن مدى تقدم طلابه و فهمهم واستيعابهم للمعلومات المقدمة إليهم.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الاستراتيجية يمكن تطبيقها على جميع المواد الدراسية وجميع المراحل التعليمية ولكن يفضل تطبيقها مع طلاب المراحل الابتدائية لكونها تحتوي على بطاقات وأشكال تحفيزية.
وأيضاََ فإنها مناسبة لجميع الطلاب في الفصل باختلاف مهاراتهم وقدراتهم ومستوياتهم.
ويقوم المبدأ العام لاستراتيجية المحار واللؤلؤ على تجهيز المعلم لمجموعة بطاقات ورقية تحوي ملصق بشكل المحار لتوزع على الطلاب، ومجموعة أخرى على شكل ملصقات من اللؤلؤ لكتابة الأسئلة عليها.
الهدف من استراتيجية المحار واللؤلؤ:
تميزت استراتيجية المحار واللؤلؤ باحتوائها على أهداف متنوعة لتطوير مهارات وخبرات الطالب، مما يجعل منها ضرورة تعليمية لا بد منها، ومن ضمن هذه الأهداف كان:
- تشجيع الطلاب على الاندماج والمشاركة في الحصة الدراسية والتفاعل بشكل إيجابي ومميز.
- توطيد العلاقة بين المعلم والطلاب وجعل التواصل إيجابي فيما بينها.
- ربط المعارف السابقة للطلاب حول مفردات أو موضوع ما مع المعارف الجديدة.
- تسهيل فهم المعلومات على الطلاب و دراستها وحفظها على الذاكرة بعيدة الأمد.
- خلق جو من التحدي والمنافسة الشريفة والايجابية بين الطلاب.
- تنمية مهارات التفكير العليا الإبداعية لدى الطلاب.
- تنمية اعتماد الطلاب على أنفسهم وتعزز من قدرتهم على تحمل المسؤولية.
- اكتساب مهارات ضبط النفس والتفكير المبتكر.
- تعزيز التعاون والعمل الجماعي فيما بينهم.
- تنمية قدرات الطالب العقلية وتعزيزها.
- تشجيع الطلاب على النجاح والدراسة والاجتهاد فيما يتعلمونه.
خطوات استراتيجية المحار واللؤلؤ:
- يبدأ المعلم الإستراتيجية بتقسيم الطلاب داخل الصف الدراسي إلى مجاميع صغيرة من 4 - 5 طلاب.
- بعد التقسيم يقوم المعلم بإعداد وتحضير مجموعة من البطاقات الورقية التي تحتوي ملصق المحار، ومجموعة من البطاقات الورقية التي تأخذ ملصقات اللؤلؤ.
- ويستحسن أن يقوم المعلم بتغليف هذه البطاقات الورقية حرارياََ حتى تستخدم عدة مرات دون أن تتمزق.
- عند انتهاء تحضير البطاقات، يقوم المعلم بتوزيع بطاقة واحدة على شكل المحار على كل مجموعة، وكذلك يقوم بكتابة سؤال على كل بطاقة ورقية من بطاقات اللؤلؤ ثم يضعها على الطاولة الخاصة به.
- تبدأ الاستراتيجية الآن، حيث يقوم طالب باختيار من أفراد مجموعته بسحب بطاقة من بطاقات اللؤلؤ ليطرح السؤال على مجموعته ومن ثم التشاور فيما بينهم والمناقشة حتى الوصول إلى إجابة للسؤال، وفي حال تمكن الطلاب من الجواب بإجابة صحيحة يحصل على بطاقة اللؤلؤ.
- واخيراَ في نهاية النشاط، تكون المجموعة الرابحة هي التي حصلت على أكبر عدد من بطاقات اللؤلؤ ليتم وضعها في المحار خاصتهم، ويقوم المعلم بمكافأة طلابها.
أمثلة على استخدام استراتيجية المحار واللؤلؤ:
يبدأ المعلم الحصة الدراسية بتقسيم الطلاب إلى مجاميع صغيرة من 4 طلاب ومن ثم عند انتهاء التقسيم يشرح لهم استراتيجية المحار واللؤلؤ أثناء قيامه بتحضير مجموعة من البطاقات الورقية والتي تأخذ شكل المحار ومجموعة أخرى تأخذ شكل اللؤلؤ ثم يغلفهم حرارياََ حتى يستطيع استخدامهم مرة أخرى.
عند انتهاء التحضير يقوم المعلم بتوزيع بطاقة واحدة من بطاقات المحار على كل مجموعة، أما مجموعة بطاقات اللؤلؤ فإنه يقوم بكتابة سؤال على كل بطاقة ويضعها على الطاولة الخاصة به.
ترشح كل مجموعات طالب منها يذهب إلى طاولة المعلم، ويسحب بطاقة من البطاقات ثم يقوم بقراءة السؤال على مجموعته وتبدأ المناقشة.
وكانت إحدى البطاقات التي سحبتها المجموعة الرابعة محتوية على السؤال التالي: من الحيوانات التي تنتمي لفئة الزواحف.
بعد المناقشة بين طلاب المجموعة تم التوصل إلى الإجابة التالية: التمساح.
وبعد انتهاء المجاميع، يبدأ المعلم بالاستماع إلى نتائج مناقشات الطلاب فيما بينهم عن إجابات الأسئلة، والمجموعات التي تكون إجابتها صحيحة يقوم المعلم بمكافأتها بهدية صغيرة بهدف التشجيع والتحفيز لهم.
وأخيراََ وعند الانتهاء من تطبيق استراتيجية المحار واللؤلؤ نلاحظ أنها استراتيجية مفعمة بالنشاط والحماس، وتساهم بشكل كبير في تفعيل دور الطالب في الحصة الدراسية.