مع تعدد ووسع انتشار استراتيجيات التعلم النشط، تنوعت خطواتها وأهدافها بما يتناسب مع الحاجة التعليمية والطلابية لذلك، ويمكن القول أن أبرز هذه الأهداف كانت متمثلة في تعزيز دور الطالب وتفعيله في الحصة الدراسية من خلال اشراكه في جميع المهارات والخبرات العديدة في سبيل العملية التعليمية وفي سبيل الحصول على المعلومات من المعلم، ومن جهة أخرى أن لا يقتصر فقط على المعلومات التي يقدمها المعلم بل يبحث فيها ويجد الأوسع والأكثر شمولية منها، لتبقى معه على الذاكرة بعيدة المدى، إضافة إلى أن هذه الاستراتيجيات كانت ممتعة التطبيق أي أن الطلاب لم يعودوا يشعرون بالملل بسبب الركود والجمود في الدرس وإنما يتخلل الحصة الدراسية جو من النشاط والحركة والمتعة، ولعلَّ من أبرز هذه الاستراتيجيات، كانت استراتيجية سنابل القمح.
استراتيجية سنابل القمح:
وهي من ضمن أبرز الاستراتيجيات التعليمية التي كانت فوائدها ومزاياها كثيرة وكلها تصب في مصلحة الطالب كإغناه معرفته بكل ما هو جديد من المعلومات، وتعزيز ثقته بنفسه، وكذلك تخفيز التفكير الإبداعي لديه.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الاستراتيجية يمكن تطبيقها على جميع المواد الدراسية وجميع المراحل التعليمية ولكن يفضل تطبيقها مع طلاب المراحل الابتدائية لكونها تحتوي على بطاقات وأشكال تحفيزية.
وأيضاََ فإنها مناسبة لجميع الطلاب في الفصل باختلاف مهاراتهم وخبراتهم ومستوياتهم.
ويقوم المبدأ العام لاستراتيجية سنابل القمح على تجهيز المعلم لمجموعة بطاقات ورقية على شكل السنابل الصفراء لتوزع على الطلاب، ومجموعة أخرى على شكل بطاقات القمح لكتابة الأسئلة عليها.
الهدف من استراتيجية سنابل القمح:
تميزت استراتيجية سنابل القمح بتعدد أهدافها لتطوير مهارات وخبرات الطالب، ومن ضمن هذه الأهداف كان:
- توطيد العلاقة بين المعلم والطلاب وجعل التواصل إيجابي فيما بينها.
- خلق جو من التحدي والمنافسة الشريفة والايجابية بين الطلاب.
- تنمية مهارات التفكير العليا الإبداعية لدى الطلاب.
- تسهيل فهم المعلومات على الطلاب و دراستها وحفظها على الذاكرة بعيدة الأمد.
- تقضي على مبادئ العملية التعليمية التقليدية في جعل الطالب متكلاً على غيره للحصول على المعلومات، و كذلك تقضي على الجمود الفكري عند الطلاب وتعزز وتحفز من التفكير لديهم.
- تشجيع الطلاب على الاندماج والمشاركة في الحصة الدراسية والتفاعل بشكل إيجابي ومميز.
- اكتساب مهارات ضبط النفس والتفكير المبتكر.
- تعزيز التعاون والعمل الجماعي فيما بينهم.
- ربط المعارف السابقة للطلاب حول مفردات أو موضوع ما مع المعارف الجديدة.
- تنمية اعتماد الطلاب على أنفسهم وتعزز من قدرتهم على تحمل المسؤولية.
- تنمية قدرات الطالب العقلية وتعزيزها.
خطوات استراتيجية سنابل القمح:
- يبدأ المعلم الإستراتيجية بتقسيم الطلاب داخل الصف الدراسي إلى مجاميع صغيرة من 4 - 5 طلاب.
- بعد التقسيم يقوم المعلم بإعداد وتحضير مجموعة من البطاقات الورقية الصفراء التي تأخذ شكل السنابل، ومجموعة من البطاقات الورقية التي تأخذ شكل القمح.
- ويستحسن أن يقوم المعلم بتغليف هذه البطاقات الورقية حرارياََ حتى تستخدم عدة مرات دون أن تتمزق.
- عند انتهاء تحضير البطاقات، يقوم المعلم بتوزيع بطاقة واحدة على شكل سنبلة على كل مجموعة، وكذلك يقوم بكتابة سؤال على كل بطاقة ورقية من بطاقات القمح ثم يضعها على الطاولة الخاصة به.
- تبدأ الاستراتيجية الآن، حيث يقوم طالب باختيار من أفراد مجموعته بسحب بطاقة من بطاقات القمح ليطرح السؤال على مجموعته ومن ثم التشاور فيما بينهم والمناقشة حتى الوصول إلى إجابة للسؤال، وفي حال تمكن الطلاب من الجواب بإجابة صحيحة يحصل على بطاقة قمح.
- وباستمرار نفس الخطوات مع باقي المجاميع، لتكون المجموعة الرابحة هي التي حصلت على أكبر عدد من بطاقات القمح، ويقوم المعلم بمكافأة طلابها.
أمثلة على استخدام استراتيجية سنابل القمح:
يبدأ المعلم الحصة الدراسية بتقسيم الطلاب إلى مجاميع صغيرة من 5 طلاب ومن ثم عند انتهاء التقسيم، يقوم بتجهيز مجموعة من البطاقات الورقية والتي تأخذ شكل السنابل ومجموعة أخرى تأخذ شكل القمح.
عند انتهاء التحضير يقوم المعلم بتوزيع بطاقة واحدة من بطاقات السنابل على كل مجموعة، أما مجموعة بطاقات القمح يقوم بكتابة سؤال على كل بطاقة ويضعها على الطاولة الخاصة به.
ترشح كل مجموعات طالب منها يذهب إلى طاولة المعلم، ويسحب بطاقة من البطاقات ويقرأ السؤال.
وكانت إحدى البطاقات التي سحبتها واحدة من المجموعات محتوية على السؤال التالي: إذا كان لدى حامد 9 دفاتر، وحصل على اثنين آخرين، ما هو عدد الدفاتر الذي يملكهم حامد حالياََ؟ .
بعد المناقشة بين طلاب المجموعة تم التوصل إلى الإجابة التالية، وهي: 9 + 2 = 11 دفتر.
وبعد انتهاء المجاميع، يبدأ المعلم بالاستماع إلى نتائج مناقشات الطلاب فيما بينهم عن إجابات الأسئلة، والمجموعات التي تكون إجابتها صحيحة يقوم المعلم بمكافأتها بهدية صغيرة بهدف التشجيع لهم على الاستمرار في التقدم وكذلك لتحفيز المجموعات الأخرى على النجاح مثلهم.
وأخيراََ في ختام تطبيق استراتيجية سنابل القمح نلاحظ أنها استراتيجية غنية بالفوائد ومفعمة بالنشاط والحماس، وكذلك فإنها تعزز وتنمي لدى الطالب مهارات متنوعة تجعل منه عنصر فعال في الحصة الدراسية.